خفّض تصاعد التوتر شرق أوكرانيا سقف التوقعات من لقاء مرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو على هامش اجتماع قادة بلدان الاتحاد الجمركي (روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا) في مينسك اليوم، والذي سيكون الأول بينهما منذ مطلع حزيران (يونيو) الماضي. واتهمت كييف القوات الروسية ب «فتح جبهة جديدة تحت ستار الانفصاليين»، عبر إدخال نحو 50 دبابة وآلية مدرعة منطقة ماريوبول الحدودية جنوب شرقي أوكرانيا، ما أدى الى مواجهات ضارية مع قوات حرس الحدود الذي «أوقف الرتل الروسي عند بلدة ماركين في معركة لا تزال مستمرة». (للمزيد) وفي تصعيد سياسي موازٍ، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو سترسل قافلة إنسانية ثانية إلى شرق أوكرانيا خلال أيام، بعدما نقلت قافلة أولى تضم 230 شاحنة 1800 طن من المساعدات إلى لوغانسك الجمعة الماضي. وأغضبت الخطوة كييف، إذ نددت ب «اجتياح مباشر» لأوكرانيا على رغم عودة القافلة بسرعة الى روسيا. واستدرك لافروف أن موسكو أبلغت كييف نيتها إرسال قافلة ثانية، وقال: «نريد أن نتفق في أسرع وقت على شروط عبور القافلة الطريق ذاتها، وتنفيذ قوات حرس الحدود الأوكرانية وضباط الجمارك المهمات ذاتها». وأكد الوزير رغبة بلاده في اعتماد كل السبل الديبلوماسية لإنهاء الصراع في أوكرانيا، وقال: «نحن مستعدون لأي صيغة تحقق نتيجة، وهدفنا هو «مساعدة الأوكرانيين للتوصل الى اتفاق في ما بينهم». وأمل بأن يتطرق اجتماع مينسك إلى الوضع الإنساني في شرق أوكرانيا، وبأن يتفق كل الأطراف على ضرورة تقديم مزيد من المساعدات للمدنيين هناك. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي الذي ستمثله وزيرة خارجيته كاثرين آشتون «يجب ألا يضع عبء إيجاد حلول على موسكو وحدها، فمن الضروري أن يحض أوكرانيا على إدراك مسؤولياتها، وأن يدرك أن المسألة ليست عبارة عن قتال بين روسياوأوكرانيا، بل قتال لإقامة دولة أوكرانية يمكن أن يعيش جميع أبنائها فيها بطمأنينة». لكن مصدراً روسياً قريباً من الكرملين استبعد في حديث إلى «الحياة» تحقيق «اختراق» في محادثات مينسك، وقال:»من المستبعد خروج اللقاء بخريطة طريق للحل، فيما يعتبر نجاح الوساطة البيلاروسية في ترتيب اللقاء تقدماً مهماً، خصوصاً أنها تنقل الحوار حول ملف التسوية إلى المستوى الرئاسي». وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل صرحت بأنها تريد إيجاد طريقة للخروج من الأزمة «لا تؤذي روسيا»، خصوصاً بعد العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على موسكو.