اتخذ النزاع في شرق أوكرانيا منحىً دراماتيكياً أمس، إذ أعلنت كييف «تدمير» جزء من رتل روسي مدرع كان دخل أراضيها ليل الخميس- الجمعة، فيما اتهمتها موسكو بمحاولة «عرقلة» وصول مساعدات إنسانية أرسلتها إلى شرق أوكرانيا لكن وزارة الدفاع الروسية نفت ان تكون القوات الأوكرانية دمرت أي طابور وقالت إنه «لم يحدث ان عبرت مثل هذه القوة العسكرية الحدود الى شرق أوكرانيا». ونفى بيان الوزارة التقرير الأوكراني ووصفه بانه «ضرب من الخيال». (للمزيد). في الوقت ذاته، حضّ وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي روسيا على «وقف فوري لكل أشكال الأعمال العدائية وسحب قواتها من الحدود» الأوكرانية، مشيرين إلى «تدفّق أسلحة ودخول مستشارين عسكريين ومسلحين في منطقة النزاع». وحذر الوزراء من أن «أي عمل عسكري تنفّذه روسيا في أوكرانيا تحت أي ذريعة، بما فيها العمل الإنساني، سيعتبره الاتحاد الأوروبي انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي». وأعلنوا أن الاتحاد ما زال مستعداً لمناقشة تشديد العقوبات على موسكو «في ضوء تطوّر الوضع على الأرض». ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند روسيا إلى «احترام وحدة أراضي أوكرانيا»، وموسكو وكييف إلى «بذل جهد لتجنّب أي تصعيد». أتى ذلك بعد ساعات على حديث الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن عن «توغل روسي» في أوكرانيا، مشيراً إلى «تدفق مستمر لأسلحة ومقاتلين من روسيا إلى شرق أوكرانيا، ما يعكس بوضوح استمرار تورط روسيا بزعزعة استقراره». وأعلن وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكن، أنه سيلتقي في برلين غداً نظراءه الروسي سيرغي لافروف والفرنسي لوران فابيوس والألماني فرانك فالتر شتاينماير، علماً بأن الخارجية الروسية كانت أفادت بأن لافروف تحدث هاتفياً مع كليمكن، مشيرة إلى أن الجانبين سيتابعان «مناقشة مرتبطة» بقافلة المساعدات الروسية. وأفاد الموقع الإلكتروني للرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، بأن الأخير ناقش في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، معلومات أوردتها وسائل إعلام بريطانية عن دخول «رتل من 23 آلية عسكرية روسية على الأقل أوكرانيا ليل الخميس» قرب نقطة تجمّع قافلة مساعدات «إنسانية» روسية مخصصة لسكان شرق أوكرانيا. وأشار الموقع إلى أن بوروشينكو أبلغ كامرون أن «المدفعية الأوكرانية دمّرت جزءاً ضخماً من تلك المعدات». وأعرب كامرون، عن «قلق عميق»، محذراً موسكو من «استغلال قافلة المساعدات ذريعة لاستفزاز إضافي». واستدعت بريطانيا السفير الروسي في لندن ألكسندر ياكوفينكو ل «توضيح» الأمر. ونفى ناطق باسم حرس الحدود الروسي أي توغل لقوات روسية في أراضي أوكرانيا، مشيراً إلى أن قوات روسية كانت تسيّر دوريات على الحدود. واتهمت الخارجية الروسية كييف ب «تصعيد العمليات العسكرية لتعرقل كما يبدو مرور قافلة المساعدات الإنسانية عبر الحدود، والتي كان اتُّفِق عليها مع كييف»، ونددت ب «قوات (أوكرانية) تريد تنفيذ عمليات استفزازية يمكن أن تفاقم الوضع في منطقة النزاع». وكانت موسكو أتاحت لحرس الحدود ورجال الجمارك الأوكرانيين تفتيش القافلة في الأراضي الروسية، كما سمحت بأن يوزّع الصليب الأحمر السلع التي تحملها، في مدينة لوغانسك التي يسيطر عليها انفصاليون موالون لموسكو. وتشتبه كييف ودول غربية في احتمال أن تستغل روسيا القافلة لتغطية تدخل عسكري في شرق أوكرانيا. في الوقت ذاته، توجهت 3 قوافل مساعدات أوكرانية إلى دونيتسك ولوغانسك، معقلَي الانفصاليين، حاملة أغذية ومنتجات صحية.