على مدى 40 عاماً، ارتبط اسم علي أبو سعيد ب«الضيافة العربية»، فهذا الستيني يمتهن صناعة الدلال النحاسية التي يُحتفظ فيها بالقهوة. ولا تكاد يده تفارق المطرقة، فيما النار مشتعلة طوال الوقت إلى جانبه، ليصنع الدلال ب«جودة عالية». ولأن الدلال ارتبطت ب«كرم الضيافة، لذا فان أبو سعيد، لا يبخل في تقديم أي معلومة لزوار وزائرات مهرجان «صيف الأحساء 2009» (حسانا فله)، الذي يقفون أمام محله في القرية الشعبية، للتعرف على صناعة «الدلال» القديمة، التي تُعد واحدة من أبرز الصناعات التراثية في بعض مناطق المملكة. وإضافة إلى ما يسميه هو «أسرار صناعة الدلال» يقدم أبو سعيد معلومات «غزيرة» عن أنواعها وكيفية الحفاظ على رونق الدلة. اكتسب أبو سعيد حرفة الصفارة وصنع الدلال، ب«المهارة، وليس الدراسة»، كما يقول. ويشرح المراحل التي تمر بها صناعة الدلة، بداية ب«قص صاج النحاس الأصفر على هيئة ألواح، ثم تجرى عملية إحماء الصاج، الذي يُلف بحسب حجم الدلة. بعدها تتم صناعة الغطاء لوحده، فالرقبة ثم «الدقمة»، يليها عقرب الدلة، ثم مرحلة رباب الدلة (التبييض من الداخل)، إذ يوضع الرصاص على النار، وبعد انصهاره يستخدم في عملية التلميع من الداخل. أما من الخارج، فيستخدم ماء الذهب». ويستعرض الأدوات التي يستخدمها في عمله، ومنها «ناي لضرب الدلة، وريبال أبو خشمين للثني، ومخليمة لرقع الجزء الأسفل، وكاوية للحام، ومقبض لمسك الدلة، ومقشرة، ومقص، وأدوات الربابة. ولا يقتصر أبو سعيد في صناعته على دلال «رسلان الأصلية»، و«البغدادية»، ودلال «التلقيمة»، إذ يؤكد أن هذه النوعية من الدلال «تحظى بإقبال كبير مع عودة الكثيرين إلى الحياة الشعبية». وعن أسعارها يقول إنها «تتفاوت بحسب النوعية، لكنها تتراوح بين مئة و500 ريال». ويعد الصفار علي، الذي شارك في مهرجانات عدة في داخل المملكة وخارجها، أن مهرجان «حسانا فله» من المهرجانات «المميزة، التي عززت التعريف بمحترفي الصناعات الشعبية». إلى ذلك، زار وفد مكون من 70 شخصاً، بينهم أطفال من عائلات موظفي شركة «أرامكو السعودية، في محافظة بقيق المهرجان، وجالوا في أرجائه. واطلعوا في خيمة المعارض، على برامج بلدية الأحساء البيئية، وكذلك زاروا خيمة «فله للأطفال»، واصطحبهم المشرف على الخيمة علي اليامي، في جولة سريعة على مواقع الخيمة. وشاركوا في مجموعة من المسابقات الحركية والذهنية. كما جالوا في خيمة التراث، واطلعوا على 25 حرفة شعبية تراثية، تتميز بها الأحساء. ورافق الوفد عبد العزيز الشدي، وعبدالله الرشيد، وفهيد القحطاني. وأوضح الشدي بعد انتهاء الجولة، أن «الشركة اعتادت في كل عام، القيام بزيارة ترفيهية لعائلات موظفيها في بقيق، إلى هذا المهرجان المتميز». كما زار المهرجان، نحو 55 طفلاً ومشرفاً ومشرفة، تابعين إلى دار «الفتاة والأمومة» في لجنة التنمية الأهلية في المنصورة، وجالوا في أرجاء المهرجان. واشترك عدد منهم في المسابقات التي أعدتها خيمة الأطفال.