دعا مشروع البيان الختامي لقمة حركة عدم الانحياز التي تستضيفها طهران غداً، إلى «حوار» بين دمشق وواشنطن ل «إيجاد مخرج للأزمة» في سورية التي أعلن مسؤول بارز فيها استعداده ل «التفاوض مع المجموعات المعارضة التي تحترم المصالح العليا» لدمشق. وتبنّى وزراء خارجية دول الحركة أمس، مشروع البيان الذي رأت فيه إيران بعد تسلّمها رسمياً من مصر الرئاسة الدورية للحركة، «نصراً ضخماً لها وهزيمة لأميركا والغرب». وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن مشروع البيان «دعا إلى فتح حوار أميركي - سوري، لإيجاد مخرج للأزمة السورية ونبذ العنف وتنفيذ الحكومة (السورية) الإصلاحات» التي وعدت بها. كما شدد على «الحلّ السياسي، لا الخيارات العسكرية، لمعالجة الأزمة، ورفض أي خطوة أحادية، و(أكد ضرورة) احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها». وحضّ مشروع البيان السلطات السورية على «تسهيل مهمة المبعوث الأممي الجديد الأخضر الإبراهيمي»، ودان العقوبات الأميركية والغربية على دمشق. وأشار الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست إلى «خلاف بسيط في وجهتي نظر سورية ودولة أخرى، أثناء مناقشة مشروع البيان، وسُوّي الخلاف بإدارة إيران»، مضيفاً أن لدى حكومته «خطة شاملة حول (الأزمة في سورية)، وطُرحت سابقاً في اجتماع أصدقاء سورية». وأعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن «وزراء الخارجية المشاركين في المؤتمر أولوا اهتماماً خاصاً بالقضية السورية، وطرحوا وجهات نظر لتسويتها». وزاد أن «أفضل السبل هو تسهيل حوار بين الحكومة السورية والمعارضة، لتسوية القضية في شكل سوري - سوري، بعيداً من تدخل آخرين». وأوضح أن «وجهات النظر التي طرحها الوزراء ستُستخدم لوضع خريطة طريق لجدول الأعمال المقبل للحركة في التعامل مع مسائل دولية، بينها فلسطين وإسرائيل وسورية». أما رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي، فأشار إلى «فشل التدخل الأجنبي في سورية»، معلناً نية بلاده «تشكيل مجموعة اتصال دولية، مؤلفة من إيران باعتبارها رئيسة القمة، ومصر بوصفها الرئيس السابق، وفنزويلا باعتبارها الرئيس المقبل، ودول الجوار السوري من أعضاء الحركة، لتسوية الأزمة السورية». في السياق ذاته، أعلن فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري أن حكومته «لا تعارض حواراً وطنياً بمشاركة كل أطياف المعارضة السورية»، معرباً عن «تقديره لجهود إيران في هذا الشأن». وقال على هامش اجتماعات وزراء الخارجية: «سورية تفاوض مع المجموعات المعارضة التي تحترم مصالحها العليا. على الشعب السوري حلّ قضايا بلاده في شكل سلمي، من دون تدخل أميركا والغرب». وذكر أن «سورية ستستخدم أسلحة كيماوية، إن وُجدت، لمواجهة تدخل أجنبي، لا ضد شعبها». إلى ذلك، حذر وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور من أن «التدخل الخارجي يأخذ الأزمة السورية إلى نفق مجهول»، داعياً إلى «حلّ داخلي». وأضاف: «ما يضرّ بسورية يضرّ بلبنان والمنطقة، والتدخل الخارجي في سورية أصبح ملموساً ومعروفاً، ولا يمكن تجاهله، والحديث عن إقامة منطقة حظر جوي، مسألة خطرة جداً لا تخدم سورية ولا وحدتها». وأشار إلى «ارتدادات وانعكاسات للأزمة السورية وتطوراتها، على لبنان»، مشدداً على أن «سورية أدرى بشِعابها ومشاكلها، وقيادتها أظهرت أكثر من مرة حسن نياتها لمعالجة الأزمة ومتابعة عملية الإصلاح».