التقى فاروق الشرع نائب الرئيس السوري بشار الأسد بوفد إيراني رفيع أمس في أول ظهور علني له منذ أسابيع ليضع حداً لإشاعات نشطاء المعارضة بأنه انشق عن النظام السوري. يأتي ذلك فيما أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الحكومة السورية لن تطلق مفاوضات مع المعارضة إلى حين «تطهير» البلاد من «المجموعات المسلحة»، وصدور إعلان يتضمن رفض أي تدخل عسكري خارجي في سورية. والتقى الشرع في مكتبه بدمشق أمس وفداً إيرانياً يرأسه رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علاء الدين بورجردي لبحث تطورات الأزمة السورية. كما استقبل الرئيس السوري بشار الأسد بروجردي أمس، على ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) دون تفاصيل إضافية. وبحث بروجردي كذلك تطورات الأزمة مع وزير الخارجية السوري، معلناً أن بلاده تعتبر أمن سورية من أمنها، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «ارنا». ونقلت الوكالة عن بروجردي القول: «إيران تعتبر أمن سورية من أمنها... وعلى هذا الأساس كنا وسنكون إلى جانب الإخوة السوريين». من جانبه أكد وزير الخارجية السوري عقب اللقاء أن دمشق لن تطلق مفاوضات مع المعارضة إلى حين «تطهير» البلاد من «المجموعات المسلحة» وفق ما أوردت الوكالة الإيرانية. وأشار المعلم إلى أن الشرط لأي مفاوضات سياسية هو وقف عنف المجموعات المسلحة وصدور إعلان يتضمن رفض أي تدخل عسكري خارجي في سورية. ووصل المسؤول الإيراني صباح أول من أمس إلى دمشق «للقاء كبار المسؤولين السوريين وبحث العلاقات السورية الإيرانية معهم»، بحسب ما أفاد ديبلوماسي إيراني وكالة فرانس برس. وذكرت «سانا» أن بروجردي كان التقى في اليوم الأول لزيارته رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام وبحث معه تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين و «أبعاد المؤامرة التي تتعرض لها سورية وتستهدف أمنها واستقرارها ودورها المقاوم في المنطقة». ونقلت الوكالة عن بروجردي عقب لقائه اللحام أن بلاده «لن تدخر جهداً في المحافل الدولية في الوقوف إلى جانب سورية للخروج من الأزمة وهو ما جرى من خلال العديد من لقاءات المسؤولين الإيرانيين في السعودية وتركيا خلال الفترة الماضية». وأكد المسؤول الإيراني أن سورية «ستخرج منتصرة من أزمتها فيما ستبوء محاولات وإجراءات كل الدول المعادية لها بالفشل» ، معتبراً أن ما قامت به السعودية من حيث طلبها تعليق عضوية سورية في منظمة التعاون الإسلامي «حركة انفعالية» بحسب الوكالة. وأعلنت إيران أنها ستقدم اقتراحاً لتسوية النزاع في سورية خلال قمة دول عدم الانحياز التي ستعقد في 30 و 31 آب (أغسطس) من دون إعطاء أي توضيحات حوله. كما نظمت إيران اجتماعاً وزارياً تشاورياً للدول التي لها «موقف واقعي» من الأزمة السورية، دعت فيه أمام ممثلي 29 بلداً، إلى فتح حوار وطني في سورية. وسبق أن عرضت إيران مساعيها في الأزمة السورية، لكن هذا العرض تجاهلته المعارضة والدول العربية والغربية التي تدعمها. واعتبرت تلك الدول أن طهران غير مخولة هذا الدور بسبب الدعم الذي تقدمه للنظام السوري منذ بدء الانتفاضة. وهي الزيارة الثانية لمسؤول إيراني هذا الشهر بعد تلك التي قام بها سعيد جليلي ممثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي بزيارة دمشق في الثامن منه والتقى خلالها الرئيس السوري.