تبنّى وزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز أمس، مشروع البيان الختامي لقمة الحركة التي تستضيفها طهران غداً وبعده. ورأت إيران بعد تسلّمها رسمياً من مصر الرئاسة الدورية للحركة، في ذلك «نصراً ضخماً لها وهزيمة لأميركا والغرب». وقرأ وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي عناوين بنود المشروع، ثم تبنّاه الوزراء الذين بدأوا امس اجتماعاً يستمر يومين. ويدين مشروع البيان العقوبات والضغوط «الأحادية» التي تفرضها دول غربية على دول أعضاء في الحركة، وكل أشكال «العقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية والأعمال العسكرية، وخصوصاً الهجمات الوقائية» التي تهدد إسرائيل والولاياتالمتحدة بشنها ضد إيران، بسبب برنامجها النووي. كما يدين إلصاق الغرب صفة «الشيطان» ببعض دول الحركة، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة التي تضع إيران وكوريا الشمالية في «محور شر»، ويدعو إلى إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، ويدين توسيع إسرائيل ترسانتها النووية، مؤكداً حق الدول في امتلاك طاقة نووية لأغراض سلمية. تسلّم وتسليم وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن رمزي عز الدين رمزي، مساعد وزير الخارجية المصري، سلّم رسمياً خلال اجتماع وزراء الخارجية، رئاسة الحركة إلى إيران، ممثلة بصالحي. وقال رمزي: «نثق في حمل إيران راية الحركة، في إطار الموضوعية والشفافية والبناء على الإنجازات التي تحقّقت خلال أكثر من 50 سنة من تاريخ الحركة، وعلى نحو يحافظ على تماسكها ويحقّق آمال وطموحات شعوبها ويدعم دورها على الساحة الدولية». وأضاف أن «مصر تتطلع إلى رفع توصيات واضحة ومحددة إلى اجتماع القمة، تنزع فتيل الأزمات الداخلية الإقليمية في العالم، وفي مقدمها قضية الشعب الفلسطيني التي كانت وستبقى في قلب حركة عدم الانحياز». أما صالحي فأشاد ب «دور مصر وما حققته خلال ترؤسها الحركة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وما قدمته من دعم لإيران في الإعداد للقمة الحالية»، معتبراً أن «الحركة شهدت مزيداً من التطور والتقدم خلال تلك السنوات». وأعلن حسن قشقاوي نائب وزير الخارجية الإيراني مشاركة 78 وزير خارجية في الاجتماع، معتبراً ذلك «نادراً جداً ويدلّ على مكانة إيران في العالم»، فيما رأى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي في استضافة طهران القمة وترؤسها الحركة، «نصراً ضخماً لإيران وهزيمة لأميركا والغرب». وقال: «على إيران الاستفادة من الفرصة الذهبية المتمثلة برئاسة الحركة، لتسوية الأزمات الإقليمية». أما الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست فشدد على أن «الحركة تتصدى لأي فتنة في المنطقة». إلى ذلك، أكد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور «أهمية انعقاد المؤتمر في إيران التي تمثل نموذجاً متميزاً في الاستقلال والتطور الشامل، إذ لديها قرارها السياسي والاقتصادي والثقافي المستقل، بعيداً من سياسات التدخل والهيمنة». واعتبر أن «المؤتمر سيمنح إيران زخماً أكثر»، مشدداً على «حقها في امتلاك برنامج نووي سلمي». إلى ذلك، حضّ ناشطون إصلاحيون في إيران مواطنيهم على التكبير الساعة العاشرة مساء اليوم وغداً، خلال انعقاد القمة، احتجاجاً على وضع زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي في إقامة جبرية منذ شباط (فبراير) 2011. الملف النووي على صعيد الملف النووي، أعلن المبعوث الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية أن بلاده «تشترط» للسماح لمفتشي الوكالة بدخول مجمّع بارشين الذي تشتبه الوكالة بتنفيذ اختبارات سرية فيه لصنع سلاح نووي، «مراعاة القضايا الأمنية واتخاذ أي خطوات بالتنسيق مع إدارتنا». كما طالب المفتشين بتقديم «الوثائق المزعومة» للوكالة، والتي تحدد مخاوفها في شأن أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني، وذكّر بأن المفتشين «تفقدوا بارشين مرتين، ولم يعثروا فيها على مواد نووية»، معتبراً أن «قضية بارشين ركّبتها أجهزة استخبارات أجنبية وبولِغ في شأنها، لأسباب سياسية، من الذين يريدون منع إقامة علاقات جيدة بين إيران والوكالة». ورأى أن «الوكالة ليست في موقع إصدار انتقادات، ولا يحق لها سوى أن تقول: هذه النشاطات حدثت أو لم تحدث من الدولة الخاضعة لمراقبتها». وأكد رفض بلاده «وقف التخصيب، ولو لثانية، ولسنا ملزمين بتبريرها». أتى ذلك فيما نفى مهمان برست نية بلاده السماح لديبلوماسيين مشاركين في قمة عدم الانحياز، بزيارة بارشين، قائلاً: «لا خطط محددة لدينا لزيارة ضيوف أجانب يشاركون في قمة عدم الانحياز، للمواقع النووية الإيرانية».