اعتبرت إيران، أن استضافتها قمة حركة عدم الانحياز آخر الشهر، تشكّل «أضخم حدث ديبلوماسي» في تاريخها، وستؤدي إلى «دحر مؤامرات الاستكبار والكيان الصهيوني» ضدها، وسط بلبلة حول نبأ مشاركة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في القمة. وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن «أكثر من مئة دولة أعلنت حتى الآن مشاركتها في القمة، 30 منها ستتمثل على مستوى رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو نائب الرئيس»، معتبراً أن «هذا العدد جيد جداً، يمكن مقارنته بالأعداد المسجلة خلال القمم السابقة لدول عدم الانحياز». لكن علي سعيدلو، نائب الرئيس الإيراني، أعلن أن «قادة 51 دولة» سيشاركون في القمة التي تُعقد على مستوى الخبراء في 26 و27 الجاري، ووزراء الخارجية في 28 و29 منه، وقادة الدول في 30 و31 منه. ورجّح غياب الرئيس السوري بشار الأسد عن القمة، «بسبب أزمة القيادة» في بلاده. ونسبت وكالة «مهر» إلى صالحي إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون سيشارك في القمة، لكنه كان يتحدث عن «رئيس» الدولة الستالينية، ما قد يشير إلى أنه قَصَدَ كيم يونغ نام، رئيس مجلس رئاسة الجمعية الشعبية العليا في كوريا الشمالية الذي يكلّفه الدستور تمثيل البلاد في الاجتماعات الخارجية. وكانت وسائل إعلام إيرانية نقلت عن محمد رضا فرقاني، الناطق باسم اللجنة المنظمة للقمة، نبأ مشاركة كيم جونغ أون. لكن فرقاني نفى إدلائه بتصريح في هذا الشأن، واعتبر أن ما نُسب إليه «محض كذب». وأفادت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية بأنها تحقّقت من الخارجية الإيرانية بأن كيم جونغ أون لن يشارك في قمة طهران، ورجّحت أن تكون وسائل الإعلام الإيرانية خلطت بينه وبين كيم يونغ نام الذي سبق أن مثّل بلاده في لقاءات سابقة للحركة. واعتبر الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أن «القمة هي أضخم حدث ديبلوماسي في تاريخ إيران»، مشدداً على أن بلاده تنوي الاستفادة من السنوات الثلاث التي سترأس خلالها الحركة، لجعلها «أكثر فاعلية، في وقت يعيش العالم وضعاً ستكون فيه مصالح الدول المستقلة مهددة، إن لم تُتخذ تدابير لحمايتها من القوى الكبرى». كما اعتبر إبراهيم عزيزي، نائب الرئيس الإيراني، أن «عقد هذه القمة سيُظهر للعالم أن مؤامرات الاستكبار ضد حكومتنا عقيمة»، و «سترسّخ القيم والعدالة لدحر مؤامرات الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني ضد إيران». خامنئي في غضون ذلك، أوردت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمر قائد «فيلق القدس» التابع ل «الحرس الثوري» الجنرال قاسم سليماني ب «تكثيف الهجمات الإرهابية» ضد الغرب في كل أنحاء العالم، رداً على مساندته إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد. ونسبت إلى مسؤولين في الاستخبارات الغربية أن ذلك حدث أثناء «اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في طهران»، نوقش خلاله «تقرير أعده المجلس، بتكليف من خامنئي، حول تأثير إطاحة الأسد على إيران». إلى ذلك، اعتبر صالحي أن «إسرائيل ليست في وضع يمكّنها من تهديد» بلاده، فيما أعلن وزير الدفاع الإيراني السابق علي شمخاني أن بلاده ستردّ على أي هجوم إسرائيلي، «في شكل شامل وطويل الأمد»، مضيفاً: «إيران لن توجّه الضربة الأولى في أي حرب، ولن تكون البادئة في الهجوم، ولكن ردها على أي هجوم لن ينحصر في وقت محدد». وأكد المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية أن بلاده والوكالة ستعقدان في جنيف غداً «جولة جديدة من المحادثات، ستناقش القضايا العالقة حول البرنامج النووي الإيراني».