أثارت حادثة تعرض شبكة الكومبيوتر الخاصة بشركة أرامكو السعودية للهجمة من جماعة «هاكرز» تسمي نفسها «سيف العدالة البتار» جدلاً متواصلاً في كبريات الصحف الدولية والصحف الإلكترونية المختصة بالحوسبة وفروعها، فيما قالت مصادر ل«الحياة» في الدمام أمس إن أرامكو نجحت في تجاوز 90 في المئة من تأثيرات الهجمة التي ذكرت «الحياة»، في وقت سابق، أنها أعطبت 30 ألف جهاز كومبيوتر في شبكتها. وبدأت أمس العودة تدريجياً إلى تشغيل أجهزتها بعد تغيير أقراصها الصلبة (هارد درايف)، ولكن من دون وصلها بشبكة الإنترنت. وعلمت «الحياة» أن شركات كبرى عدة في السعودية اتخذت احتياطات من التعرض لهجمة مماثلة محتملة، في مقدَّمها الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) وشركات أخرى. (للمزيد) وأشارت صحيفتا «نيويورك تايمز» و«انترناشونال هيرالد تربيون» ومجلتا «تكاويرلد» و«كومبيوتر ويرلد» أمس إلى جدال بين كبريات الشركات المتخصصة في أمن أجهزة الكومبيوتر في شأن طبيعة «الفيروس» الذي استهدف شبكة أرامكو. وثمة إجماع على أن برنامجاً مدمراً للأقراص الصلبة يسمى «شمعون» أو «ديستراك» هو الذي استهدف شبكة أكبر شركة نفطية في العالم. ولاحظت «تك ويرلد» - استناداً إلى شركات «سيمانتك» و«مكافي» و«كاسبريسكي لاب» المتخصصة في أمن شبكات الكومبيوتر أن «شمعون» يحتوي على وحدة قياس (موديول) أعدت خصيصاً لمسح أية معلومات على القرص الصلب وسجله الأساسي. ونسبت إلى باحث في «كاسبريسكي لاب» قوله إن «الموديول» المذكور مزود بموقَّت لإطلاق هجومه التخريبي الساعة 11 و8 دقائق صباح الأربعاء 15 آب (أغسطس) 2012، الموعد الفعلي لبدء الهجوم. ونفت مصادر في أرامكو أن تكون تعرضت لهجمة إلكترونية جديدة أول من أمس. وهي إشارة إلى تهديد مجموعة «الهاكرز»، في موقع «بايست بن»، بمهاجمة الشركة في 25 أغسطس الساعة 12 ليلاً. وكانت المجموعة أعلنت أنها تستهدف أرامكو بدعوى أن السعودية تساند حكومات سورية والبحرين واليمن ولبنان مصر. وأشار الخبير في أمن الكومبيوتر جيفري كار - بحسب «تك ويرلد» - إلى أن ثمة اعتقاداً بأن الهجوم هو عملية خارجية لتعطيل "أرامكو" عن تصدير النفط، في مقابل تدني صادرات النفط في دولة كبيرة مُجاورة للسعودية جراء العقوبات الدولية والمقاطعة التي تخضع لها.