في يوم الأربعاء الخامس عشر من أغسطس الحالي تعرضت شركة أرامكو السعودية لاختراق إليكتروني نجم عنه إعطال ثلاثين ألف جهاز كمبيوتر من أصل خمسين ألفاً، وذلك حسب معلومات الشركات العالمية المتخصصة في مجال مكافحة القرصنة الإليكترونية. وقد صرحت شركة أرامكو رسمياً بأن بعض محطات العمل (الكمبيوترات الشخصية) قد تعرضت لانتشار فيروس إليكتروني، ما حدا بالمختصين بعزلها عن المجالات التشغيلية للشركة. وطمأنت الشركة المهتمين بأن المجالات الهامة والتشغيلية للعمليات الأساسية للشركة لم تتعرض لأي خطر. وقد أوضح الخبراء العالميون المختصون في مكافحة القرصنة الإليكترونية بأن أرامكو تعرضت لاختراق تم فيه بث فيروس (شمعون)، وهو فيروس يقوم بسلب الملفات الموجودة في جهاز الكمبيوتر، ثم يقوم بإعطال الجهاز بحيث لا يمكن استخدامه أبداً. ويقوم الفيروس بعدها بتحويل كافة البيانات لمركز تحكم ما. والذي يجدر توضيحه بأن أرامكو ليست الوحيدة التي تتعرض لهجوم إليكتروني كهذا، ولكن شركات وبنوكاً عالمية وإدارات حكومية كبرى بعضها في الولاياتالمتحدة، تعرضت لقرصنة واختراقات نظمها الإليكترونية. فليس من الغريب حدوث ذلك. ومن المعروف بأن موانع الاختراق الإليكتروني والجدار الناري لأرامكو ذو كفاءة عالية، ومن أحدث البرامج العالمية، إلا أن قراصنة النظم المعلوماتية مستمرون في تطوير طرق وأساليب جديدة للاختراق،كما أنه بالإمكان الدخول عبر الموانع والجدر بطرق ملتوية. ولعل ما حدث يكون دافعاً لأرامكو لمراجعة سياسات نظمها الكمبيوترية، خاصة اعتمادها على نظام واحد للشركة، يتيح للكثيرين الدخول للمعلومات العادية والسرية في آن واحد. وكذلك سياسة إيكال النظم المعلوماتية لمقاولين بموظفين بأجور متدنية يديرونها ثم يتنقلون من دولة لدولة بمعلوماتهم وبكلماتهم السرية. وغير ذلك مما يمكّن فرص الاختراق. [email protected]