عاد آلاف الموظفين إلى أعمالهم في شركة أرامكو السعودية، أول من أمس، بعد إجازة العيد وسط أنباء متفائلة عن تجاوز مشكلة «الهاكرز» التي عصفت بشبكة الشركة الداخلية، إذ بدأت أمس، العودة التدريجية لقطاعات عدة العمل على أجهزتها بعد تغيير القرص الصلب لها، من دون ارتباط بالإنترنت، فيما أكدت مصادر ل «الحياة» أن «أرامكو» استطاعت تجاوز 90 في المئة من المشكلة. وعلمت «الحياة» أن شركات كبيرة في السعودية اتخذت احتياطات كبيرة، مخافةَ وقوع هجوم مشابه لما تعرضت له «أرامكو» السعودية، في مقدمهما شركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) بجميع شركاتها، وأنها قامت بإجراءات احترازية من تقنين الإنترنت، ورسم خطة احترازية في حال تعرضها للهجوم. ونفت المصادر أن تكون «أرامكو» تعرضت أول من أمس إلى هجمة «هاكر» جديدة، مشيرة إلى أن ما تناقلته بعض مواقع الإنترنت حول تهديد مجموعة الهاكرز التي هاجمت الهاكرز في السابق ستعاود هجومها يوم السبت (أول من أمس) غير صحيح، مضيفة أن الشبكة لا تزال معزولة عن الإنترنت. وبقي موظفو الشركة الذين يتطلب عملهم أجهزة حاسب آلي من دون عمل فعلي يوم السبت، كما بدأت بعض الدوائر بالعمل اليدوي الورقي، فيما علمت «الحياة» أن بعض الكومبيوترات التي تمت تهيئتها تبين أنها ما زالت مخترقة، وهو ما يعطي مؤشراً على استمرار خطورة الوضع في الشركة، ودفع باتجاه تغيير الذاكرة الصلبة من جميع الأجهزة المصابة الذي كان أحد الأمور المقترحة منذ البداية. وأشارت المصادر إلى أن «أرامكو» لا تزال مستنفرة كل طاقتها لعلاج المشكلة التي تسبب فيها «هاكرز» لم تعلن الشركة بعد عن هويته، وإن كانت أصابع الاتهام تشير إلى «هاكرز دولي» قام بهذا العمل، مضيفة أن العملية قد تستغرق وقتاً حتى تتعافى الشركة من هذا «الاختراق» بشكل كامل. وأضافت المصادر أن «أرامكو» بدأت في إعادة النظر في قطاع تقنيات المعلومات الحالي، وأنها ستجري تغييرات جذرية فيه بعد الانتهاء من المشكلة، مبينة أن الشركة في الفترة الماضية أعطت أقساماً مهمة في تقنية المعلومات إلى شركات متعاقدة، في الوقت الذي كان جميع العاملين في السابق موظفين تابعين لأرامكو، ويتمتعون بدرجة عالية من المعرفة بعملهم. وأشارت المصادر إلى أن «أرامكو» بدأت في تشغيل عدد من الأجهزة لاختبارها، والتأكد من أنها غير مصابة بملفات الاختراق من جديد، فيما سيتم خلال هذه الفترة تغيير منتظم للأرقام السرية في الأجهزة التي يتم تشغيلها. وكانت أنباء تم تداولها أن عملية الاختراق تمت من أحد مكاتب شركة أرامكو من خارج المملكة، وأنها تمت بواسطة «فلاش ميموري» تم إدخاله في أحد الأجهزة في اليوم الأخير قبل الإجازة، فيما ترددت أنباء أخرى أن الاختراق حدث قبل ذلك بفترة. وكانت «الحياة» أشارت في عددها الصادر (الخميس) قبل الماضي إلى «اختراق خارجي» تعرضت له شبكة «أرامكو». وذكرت طبقاً لموظفين هناك أن العطل شمل فقدان كلمات المرور التي يستخدمها الموظفون وتوقف موقع أرامكو الإلكتروني. وحذر الموظفون الذين تحدثوا إلى «الحياة» في حينه من أن عطل شبكة أرامكو ربما يؤثر في أنظمة شركات كبيرة وصغيرة، محلية وخارجية، مرتبطة بأنظمة أرامكو. وأكدت مصادر داخل الشركة من أنه الاختراق الأكبر لشبكة أرامكو، وأنه أصابها بشلل، وأحدث خسائر كبيرة، لكنه لم يعطّل إنتاج النفط وتصديره، ولم يؤثر في سير العمل اليومي.