أعلن الوفد الرئاسي اليمني أمس فشل مفاوضات «الفرصة الأخيرة» مع جماعة الحوثيين من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي حصار أنصار الجماعة لمداخل صنعاء ويزيل مخيماتهم حول مباني الوزارات. وخيّمت أجواء تشاؤم، إذ أن نذر المواجهات باتت قاب قوسين أو أدنى، في حين أمر الرئيس عبدربه منصور هادي أمس بتكثيف الاستعدادات العسكرية والأمنية لمواجهة أي تهديد محتمل للعاصمة اليمنية. في غضون ذلك تظاهر عشرات الآلاف في صنعاء، منددين بتصعيد الحوثيين الذين يحاصرون مداخل صنعاء منذ أسبوع، وكانوا نصبوا خِيَماً حول عدد من الوزارات، في سياق ما وصفه زعيمهم عبدالملك الحوثي بأنه «المرحلة الثانية من التصعيد الثوري». وجاب المتظاهرون شوارع رئيسة في صنعاء، تلبية لدعوات من ناشطين ومكونات سياسية قريبة من الحكومة، مرددين شعارات تدعو إلى «الاصطفاف الوطني والتصدي لخطر الحوثيين الذين يهددون بإسقاط العاصمة وتقويض العملية الانتقالية». وكان الوفد الرئاسي الذي أرسله هادي للتفاوض مع زعيم الجماعة في معقلها الرئيس في صعدة (شمال)، عرض مسوّدة اتفاق تتضمن إقالة الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون، أو حكومة كفاءات مع تشكيل لجنة من خبراء اقتصاديين لإعادة النظر في قرار رفع الدعم عن الوقود والذي يُعتقد بأن الحوثي يتخذه ذريعة للتصعيد. وأكد الناطق باسم الوفد الرئاسي عبدالملك المخلافي أمس أن تشدد الحوثيين حال دون التوصل إلى اتفاق، ما يشير إلى أنهم «يبيِّتون للحرب»، في حين قال مصدر آخر في الوفد ل «الحياة» إن «الحوثيين أبدوا مواقف متصلبة أدت إلى عدم التوصل إلى اتفاق بعد ثلاثة أيام من النقاشات مع زعيمهم، ما جعل الوفد يعود صباحاً (أمس) إلى صنعاء لإطلاع الرئيس هادي على النتائج». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) بأن هادي استقبل الوفد العائد من صعدة الذي «قدّم تقريراً لم يكن مأمولاً من أجل الحفاظ على الأمن ووحدة اليمن واستقراره». وأضافت أن الوفد أعرب عن خيبة أمل وسيقدّم تقريراً إلى الرئيس اليمني في اجتماع موسع اليوم، يضم قيادات الدولة والحكومة ومستشاري الرئيس». وزادت أن «التقرير سيُعرَض أمام اجتماع وطني حاشد لمجالس النواب والوزراء والشورى والقيادات الحزبية والهيئات الرقابية ولجنة الرقابة على تنفيذ مقررات الحوار الوطني الشامل. وفي ما بدا تحسباً لمواجهة مع الحوثيين، رأس هادي بعد لقائه الوفد المفاوض، اجتماعاً للجنة الأمنية - العسكرية العليا، لدرس الوضع الأمني في صنعاء وعمران «في ضوء التطورات والتحديات الأمنية التي تفرضها جماعة الحوثي المسلحة». وقالت المصادر الحكومية إن «هادي حض الجميع على اليقظة والحذر، ورفع الجاهزية والاستعداد لمواجهة أية احتمالات تُفرض، مؤكداً أن الدولة حريصة على الأرواح والدماء». واتهم هادي جماعة الحوثي بخدمة أجندات مشبوهة وخفية، في إشارة إلى طموحها لإقامة سلطة شيعية في شمال اليمن. وأضاف: «هناك ربما أجندات خفية ومشبوهة، وليست اللافتات والشعارات التي ترفعها جماعات الحوثي سوى دغدغة لمشاعر الشعب، ومسكّنات كاذبة تخفي وراءها أهدافاً أخرى». وشدد على أن «كل ما يتعارض مع مخرجات الحوار الوطني يعدُّ تحدياً سافراً للإجماع الوطني». إلى ذلك، قال الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام إن الوفد الرئاسي «لم يكن مخولاً النقاش في قضايا الجرعة (زيادة سعر الوقود) وتغيير الحكومة، والبدء بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني». وأضاف أن الوفد «غادر صعدة في شكل مفاجئ، إلا أننا سنرسل رؤيتنا إلى الرئيس في شأن معالجة الأوضاع».