بعد إعلان اللجنة الرئاسية فشلها في التوصل إلى اتفاق وعودتها من صعدة ولقائها الرئيس اليمني، عقد الرئيس عبدربه منصور هادي، امس اجتماعاً للجنة الأمنية والعسكرية العليا، مشدداً على الجميع باليقظة العالية والحذر ورفع الجاهزية والاستعداد لمواجهة أي احتمالات تفرض. وبحث الاجتماع الموقف الأمني في صنعاء وعمران في ضوء التطورات الجديدة والتحديات الأمنية التي تفرضها جماعة الحوثي المسلحة. وقال هادي "الدولة حريصة على تثبيت السكينة العامة والحرص على الأرواح والدماء". واتهم هادي جماعة الحوثي بأن لها مرامي وأهداف اخرى، وقال: "إن هناك ربما اجندات خفية ومشبوهة، وليست اليافطات والشعارات التي ترفعها جماعات الحوثي سوى دغدغة لمشاعر وعواطف الشعب ومسكنات كاذبة تخفي وراءها مرامي وأهدافاً أخرى" وعد أن كل من يتعارض مع مخرجات الحوار الوطني يعد تحدياً سافراً للإجماع الوطني. وفي اشارة إلى تمنطق الحوثيين بالسلاح ومحاصرتهم للعاصمة صنعاء بعد نصب مخيمات مسلحة لهم على مداخلها، قال هادي "صنعاء اليوم يقطنها مليونان وسبعمئة الف نسمة من كافة أبناء اليمن وليست صنعاء السبعينات فالعاصمة صنعاء اليوم هي عاصمة الوحدة اليمنية عاصمة 25مليون يمني من كل أبناء اليمن بمختلف مشاربهم وثقافاتهم". وكانت اللجنة الرئاسية للتفاوض مع الحوثي بشأن مطالبهم بإلغاء قرار رفع اسعار المشتقات النفطية، واسقاط الحكومة، عادت من صعدة صباح أمس بعد وصولها إلى طريق مسدود مع زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، وعقدت اللجنة عقب عودتها اجتماعا مع هادي وقدمت له تقريرها العاجل، الذي لم يكن كما كان المأمول من أجل الحفاظ على الأمن ووحدة واستقرار اليمن. الى ذلك شهدت صنعاء مساء امس اكبر مسيرة في تاريخها بمشاركة مئات الآلاف للتنديد بتمرد جماعة الحوثي المتمردة على مخرجات الحوار الوطني، ومحاولات جر البلاد إلى أتون الفوضى والصراع الدموي، وحمل المشاركون في التظاهرة الحاشدة التي وصفت بالطوفان البشري غير المسبوق في صنعاء الاعلام الوطنية والشعارات الرافضة للطائفية والانقلاب على مخرجات الحوار الوطني ولافتات تدين وتستنكر محاصرة مداخل العاصمة صنعاء من قبل الحشود الحوثية المسلحة والتهديدات التي أطلقها عبدالملك الحوثي سعيا منه إلى فرض خياراته الخارجة عن الاجماع الوطني بالقوة المسلحة. وصدر عن المشاركين بيان دعا الشعب اليمني بمختلف مكوناته وفئاته للاصطفاف الشعبي والوطني لحماية المكتسبات الوطنية والوقوف في وجه العنف والإرهاب الذي يعيق البناء والانطلاق نحو المستقبل، ومساندة الجهود الرسمية الداعية لمزيد من التلاحم والاصطفاف الوطني. كما طالب البيان سلطات الدولة بتحمل مسؤولياتها الوطنية في حماية الوطن والمواطنين وسرعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل التي تعد الحل الممكن لإخراج الوطن من دوامة الصراع وفق إطار زمني محدد، وبسط نفوذ الدولة على كافة التراب الوطني ونزع سلاح المليشيات والجماعات المسلحة أياً كانت تنفيذاً لمخرجات الحوار الوطني. من جانبهم نظم الحوثيون في شارع المطار تظاهرة تصعيدية، طالبت السلطات بسرعة الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في اسقاط الحكومة واسقاط قرار رفع اسعار المشتقات النفطية. ويأتي تنظيم التظاهرات المؤيدة والمضادة للتصعيد الحوثي، بعد ساعات من اعلان اللجنة الرئاسية الوطنية للتفاوض مع الحوثيين فشل كافة الجهود بعد تعنت الحوثي. وكشف عضو في اللجنة الرئاسية ل "الرياض" ان الحوثيين اصروا على الغاء قرار رفع اسعار المحروقات، وقال عضو في اللجنة: "قلنا لهم انه من المستحيل الغاء قرار الجرعة السعرية، وانه ليس بمقدور السلطات تحمل دعم السعر، فكان رد الحوثيين ان يتم الغاء الجرعة لمدة ستة اشهر فيما سيتولون هم عملية توفير الدعم من ايران". وأضاف المصدر: "ان مشروع الاتفاق الذي تقدمت به اللجنة ل عبدالملك الحوثي تضمن اسقاط الحكومة وتشكيل حكومة جديدة خلال شهر، ووضع آلية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتشكيل لجنة تتولى الاصلاحات الاقتصادية بما فيها موضوع التخفيف من آثار الجرعة الاقتصادية، ورفع الحد الادنى للأجور على الرغم من معارضة الرئاسة ذلك لكونه سيكلفها اكثر من مليار دولار، وقضية دعم المزارعين والصيادين، وقضية معالجة الازدواج الوظيفي والاسماء الوهمية، والضريبة، كما ناقشنا معهم موضوع ان تقوم الحكومة الجديدة بتخفيض الكلفة الداخلية لأجور نقل المشتقات، ما سيخفض من اسعارها". وزاد: "ورفض الحوثي كل ذلك، وأصر على موقفه المتصلب، وهو ما يعني أنه مبيت لحرب في صنعاء".