وجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس الاحد برفع جاهزية قوات الجيش والأمن، استعدادا لمواجهة أية احتمالات قادمة، في إشارة إلى تهديدات جماعة «الحوثي» التي يعتصم أنصارها عند مداخل صنعاء للمطالبة بإسقاط الحكومة وإلغاء قرار رفع أسعار المشتقات النفطية، في حين تخشى السلطات من إقدام مسلحي الجامعة على فرض حصار على العاصمة أو اقتحامها. جاء ذلك خلال اجتماع عاجل ترأسه هادي للجنة الأمنية والعسكرية العليا بعد فشل جهود لجنة الوساطة الرئاسية وعودتها من محافظة صعدة دون تحقيق نتائج من خلال لقاءاتها مع زعيم «الحوثيين» على مدى ثلاثة أيام متتالية. وبحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية فقد وجه الرئيس هادي باليقظة العالية والحذر ورفع الجاهزية والاستعداد لمواجهة أي احتمالات تفرض. وأكد الرئيس اليمني أن الدولة حريصة على تثبيت السكينة العامة والحرص على الأرواح والدماء الزكية. وقال : «ربما هناك أجندات خفية ومشبوهة , وليست اليافطات أو الشعارات التي ترفعها جماعة الحوثي سوى دغدغة لمشاعر وعواطف الشعب ومسكنات كاذبة تخفي وراءها مرامي وأهداف أخرى، وان كل من يتعارض مع مخرجات الحوار الوطني يعد تحديا سافرا للإجماع الوطني». من جهتها أغلقت الأجهزة الأمنية الموجودة في منطقة الحزام الأمني للعاصمة صنعاء أمس الأحد جميع المنافذ البرية، والطرق الفرعية المؤدية إلى العاصمة, لمنع تسلل المسلحين، وتهريب السلاح. وقالت وزارة الداخلية اليمنية في بيان لها الاحد: إن وجود الاعتصامات المسلحة التي تفرض طوقاً من الحصار المسلح على المداخل الرئيسة للعاصمة تشكل إرباكاً حقيقياً لعملها ومهامها في ضبط المطلوبين أمنياً والسيارات المشبوهة، وتهديداً لأمنها واستقرارها. ميدانيا شهدت العاصمة اليمنية صنعاء أمس الاحد مسيرة مليونية حاشدة لتأييد دعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي للاصطفاف الوطني لحماية الثوابت الوطنية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ومواجهة كل التحديات، إضافة إلى رفض جميع الأعمال الخارجة عن النظام والقانون التي تستهدف أمن الوطن واستقراره ووحدته. ورفعت الحشود الجماهيرية التي توافدت إلى العاصمة صنعاء من عدة محافظات للمشاركة في هذه المسيرة التي دعت إليها رئاسة هيئة الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية، لافتات تدين وتستنكر محاصرة مداخل العاصمة صنعاء من قبل الحشود الحوثية المسلحة والتهديدات التي أطلقها عبد الملك الحوثي؛ سعيا منه لفرض خياراته الخارجة عن الإجماع الوطني بالقوة المسلحة. وردد المشاركون في المسيرة المليونية الحاشدة التي جابت شوارع صنعاء الهتافات المنددة والمستنكرة بشدة لجميع الأعمال التي تتبناها جماعة الحوثي ورفضها التجاوب مع اللجنة الوطنية التي أوفدتها الدولة للقاء قيادة الجماعة في صعدة بغية إنهاء التوتر، عادين أن هذا الرفض واستحداث الحوثيين مخيم جديد بجانب وزارات مهمة واستمراره في حشد المسلحين إلى مداخل العاصمة صنعاء يعكس النية المبيتة لهم لتنفيذ مخططات تستهدف أمن اليمن واستقراره.