كشف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن وجود أجندات مخفية ومشبوهة وراء تحركات ومخططات جماعة الحوثي في اليمن، وذلك غداة الإعلان عن رفض الحوثيين التوقيع على اتفاق شامل ينهي الأزمة التي تتفاعل في البلاد منذ أسابيع بحصار مسلح على مداخل صنعاء واعتصامات في داخلها، ما دفع باللجنة الوطنية التي خاضت مفاوضات مع الحوثيين لمدة ثلاثة أيام في صعدة إلى العودة إلى صنعاء. وبعد عودة اللجنة إلى صنعاء استقبلها هادي للاطلاع على نتائج المفاوضات في صعدة، قبل أن يترأس اجتماعا للجنة الأمنية والعسكرية العليا لتدارس الموقف الأمني في صنعاء وعمران في ضوء التطورات الجديدة والتحديات الأمنية التي تفرضها جماعة الحوثي المسلحة، بحسب مصدر رئاسي، وطالب الجميع باليقظة العالية والحذر ورفع الجاهزية والاستعداد لمواجهة أي احتمالات تفرض على الدولة. وأشار هادي إلى أن هناك ربما أجندات مخفية ومشبوهة، وليست اليافطات أو الشعارات التي ترفعها جماعات الحوثي سوى دغدغة لمشاعر وعواطف الشعب ومسكنات كاذبة تخفي وراءها مرامي وأهدافا أخرى وأن كل من يتعارض مع مخرجات الحوار الوطني يعد تحديا سافرا للإجماع الوطني. وقال هادي إن صنعاء اليوم يقطنها مليونان وسبعمائة ألف نسمة من كافة أبناء اليمن، كما اعتبر أن صنعاء اليوم ليست صنعاء السبعينات، في إشارة إلى الحصار الذي فرضه الملكيون على العاصمة عام 1968، المعروف ب"حصار السبعين". وأشار إلى أن اليمن يتعايش منذ آلاف السنين في وئام بين جميع الطوائف والمذاهب ولا يوجد ما يتعارض أو يفرق بينها، حيث كان الجميع يقف صفاً واحداً مع الثورة والنظام الجمهوري والوحدة الوطنية والوقوف في خندق واحد في مختلف المواقف والظروف والتحديات التي مرت بها البلاد طوال تاريخها. وكان أعضاء اللجنة التي ظلت في صعدة لمدة ثلاثة أيام قدمت للرئيس هادي تقريراً عاجلاً، أعربوا فيه عن خيبة أملهم إزاء ما جرى من نقاش وتداول لأفكار ومقترحات مع الحوثي، وقالوا إنهم سيقدمون تقريرهم النهائي بعد ذلك في اجتماع موسع لقيادات الدولة والحكومة ومستشاري الرئيس، كما سيتم استعراض التقرير أمام اجتماع وطني كبير لمجالس النواب والوزراء والشورى والقيادات الحزبية والهيئات الرقابية ولجنة الرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. وكان عبدالملك المخلافي، الناطق الرسمي باسم اللجنة، قد أكد أن الحوثيين رفضوا كل الحلول والمقترحات التي قدمتها اللجنة في مختلف القضايا وقوبلت هذه المقترحات بالرفض والتعنت والإصرار على تجاهل الواقع والمخاطر، مشيراً إلى أن الحوثيين مبيتون النية لحرب قادمة، ليعزز ذلك من قناعة المراقبين من أن الحوثيين مقدمون على تفجير الوضع في العاصمة صنعاء ومحيطها. من جانبه، وصف عضو اللجنة حسن زيد، والمقرب من جماعة الحوثي، المفاوضات مع الحوثي كمن يبني قصوراً من رمل، وقال "بعد سلسلة من المفاوضات المستمرة وتقديم اللجنة مسودة متكاملة لحلحلة الأوضاع تضمنت مخارج ممكنة لجميع الأطراف وكذا تقديم مقترحات بأكثر من المطالب على اعتبار هذه الخطوة فرصة تاريخية للتغيير، إلا أننا اكتشفنا أن ما قدمناه وما قمنا به مجرد رمل تطاير في الهواء". ونفت جماعة الحوثي على لسان الناطق الرسمي باسمها محمد عبدالسلام، أن تكون الجماعة السبب وراء مغادرة اللجنة مدينة صعدة وفشل المفاوضات، قائلاً إن اللجنة لم تكن مخولة بالنقاش في مطالب الجماعة، وأكد أن الحوثيين سيرسلون رؤيتهم للمعالجات إلى الرئيس هادي. إلى ذلك، أغلقت الأجهزة الأمنية الموجودة في منطقة الحزام الأمني للعاصمة صنعاء، أمس، جميع المنافذ البرية، والطرق الفرعية المؤدية إلى العاصمة، لمنع تسلل المسلحين، وتهريب السلاح.