- شدد البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد من الديمان، على «أهمية الحوار الذي ينطلق من الاقتناع بأن لدى الآخر المختلف شيئاً صالحاً يقوله، ولا يعني التخلي عن الرأي والنظرة إلى الأمور، بل التخلي عن الادعاء بأنهما الوحيدان والمطلقان»، معتبراً أنها «مشكلة مجتمعنا اللبناني، فالتشبث بالرأي الشخصي والنظرة الشخصية كأمرٍ مطلق، ودعوة الآخرِ إلى السير بهما، واقع أوصل الكتل السياسية والنيابية الى مأزق عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وتعطيل النصاب في الجلسات الانتخابية». وقال: «خمسة أشهر وعشر جلسات انتخابية فاشلة، أمر يطعن في الصميم كرامة المجلس النيابي ولبنان وشعبه، وعلى الكتل السياسية والنيابية الدعوة الى مبادرات شجاعة قبل جلسة الثاني من أيلول (سبتمبر) المقبل، تبدأ بالتخلي عما يعيق اكتمال النصاب وانتخاب الرئيس، والكتل أدرى بهذه العوائق الشخصية والفئوية». وتوقف الراعي عند معاناة «مسيحيي الموصل وبلدات وقرى سهل نينوى في العراق الذين طردهم تنظيم «داعش» المعروف بالدولة الإسلامية، وعددهم مئة وخمسون ألفاً». وتحدث عن زيارته أربيل الأسبوع الماضي مع عدد من البطاركة، وتحديداً ضاحيتها عين كاوا المسيحية في إقليم كردستان. وشرح مشاهداته قائلاً: «يعيشون باكتظاظ في الكنائس وداخل قاعاتها وتحت الخيم في ساحاتها وبالقرب منها، وفي هياكل أبنية غير مكتملة. رأينا الأساقفة والكهنة والإكليريكيين والراهبات والمتطوعين يعيشون معهم ويخدمونهم بشكل منظم في أكلهم وشربهم ومداواة مرضاهم. شعب يقبل واقعه بالألم والصبر والصلاة، وثقتهم كلها بالكنيسة كجسر خلاص وعودة الى بيوتهم وممتلكاتهم. والتقينا المسؤول عن الأيزيديين وقدمنا مساعدة مادية لهم، قتل تنظيم «داعش» العديد منهم، وسبى نساءهم، ولا يزال معظمهم يعيشون في العراء في جبل سنجار». وقال: «أوصانا مسيحيو العراق بالحفاظ على لبنان في عيشه المشترك المتوازن. وشددوا علينا للعمل مع الكتل السياسية والنواب على انتخاب رئيس للجمهورية، يضمن وحدة لبنان».