ركّز البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد من الديمان على الوجود المسيحي في لبنان والمنطقة، قائلاً «ان رسالتنا أن نبشر الأمم بالحق. ونصلي اليوم لكي يحافظ المسيحيون على هويتهم، ويقوموا بواجب رسالتهم في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، كما وفي بلدان الانتشار». واسف لأن «بعض الدول يعمل على تغذية الحركات والمنظمات الأصولية، لأهدافٍ إرهابية وسياسية واقتصادية. ونعلن تضامننا مع إخواننا المسيحيين وندعوهم إلى الثبات في أرضهم، والحفاظ على إيمانهم. إن وجودهم في هذا الشرق العربي حاجة ماسة، لأنهم ينعشون مجتمعاته ودوله بالقيم الإنسانية والثقافية، وينشرون ثقافة المحبة والأخوة والتعددية». وأضاف: «ينتشر الفساد والشر والبغض والكذب بشكل واسع، من أجل مكاسب رخيصة، على حساب الخير العام. هذا هو مصدر مشاكلنا في لبنان. الدستور، والميثاق الوطني، والصيغة الميثاقية، حقيقة أساسية واحدة تقوم عليها الدولة ورسالة لبنان ودوره التاريخي في بيئته المشرقية. لكنها تنتهك بشكل سافر، ولا من حياء ولا وخز ضمير». وأوضح ان «الدستور في مادته 73 يوجب على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية عهده بشهرين. وفي المادة 74، عندما تخلو سدة الرئاسة، يوجب عليه أن ينتخبه فوراً. أما نواب الأمة المؤتمنون على الدستور فيخالفونه ولا ينتخبون رئيساً للبلاد بعد مضي أربعة أشهر. وبدلاً من أن يلتئم المجلس يومياً لانتخاب الرئيس، فرئيسه لا يدعو إلى انعقاده، وعن غير وجه حق، إلا في كل أسبوع أو اثنين أو شهر! بماذا ينعت كل هذا التصرف وماذا يعني؟». وتابع الراعي قائلاً: «في المادة 75 يعتبر الدستور المجلس النيابي الملتئم لانتخاب رئيس للجمهورية - وهو كذلك منذ أول جلسة عقدها وحتى انتخاب الرئيس - هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية، وبالتالي عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة «من دون مناقشة أو أي عمل آخر». أما المجلس النيابي فيخالف هذه المادة ويعقد، مداورة، جلسات انتخابية من دون نصاب، وجلسات اشتراعية من دون حضور. وهذه بدعة دستورية تتواصل، ولا من مبادرة واحدة إيجابية وشجاعة تصلح هذا الواقع الشاذ، والأخطر من كل ذلك هو هذا الاستغناء عن رئيس للجمهورية، ومحاولة نسيانه واعتباره غير ضروري، وهو الرأس. وهذا يستبطن هدم كيان الدولة لغايات مبيتة. بات واضحاً من جهة ظاهر الأمور، أن فريق 14 أذار لا يريد رئيساً من 8 أذار، وأن فريق 8 أذار لا يريد رئيساً من فريق 14 أذار. فيجب الذهاب نحو اختيار رئيس من خارج الفريقين. يوجد شخصيات مارونية عديدة جديرة برئاسة الجمهورية. فلماذا إقصاؤها وإهمالها وتغييبها؟، وكم كان جميلاً منظر المجلس النيابي المجتمع امس لإعلان تضامنه مع أهل غزه ومسيحيي الموصل، وكل كتله ممثلة فيه! وكم يكون أجمل إذا التأم بكامل أعضائه لإعلان تضامنه مع الجمهورية ورئاستها الأولى». واختتم الراعي: «نصلّي بإلحاح من أجل مسيحيّي العراق ولا سيما مسيحيّي الموصل المضطهدين بشكل سافر والذين طردتهم منظمة «داعش» الإرهابية من بيوتهم وأراضيهم واستولت عليها. نصلي لكي تمس هذه الجريمة ضمائر الحكام في الأسرة الدولية، فيعيدوا المسيحيين إلى أراضيهم وبيوتهم ويردوا لهم كل حقوقهم المدنية بحكم مواطنتهم الأصيلة. ونصلّي من أجل السلام العاجل والدائم في سورية، وفي فلسطين وإنهاء الاعتداء الإسرائيلي على غزة وسكانها الأبرياء».