حض البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد من الديمان (شمال لبنان) على «الصمود وسط الصعوبات في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط التي تتآكلها الحروب، وتمارس فيها كل أنواع العنف والإرهاب»، آملاً بأن «يمس الله ضمائر وقلوب أرباب الحروب في سورية والعراق والأراضي المقدسة وفلسطين لإيقافها، ولإحلال السلام العادل والشامل». وقال: «ليعلم الجميع أننا في لبنان، وشعبنا الذي نلتقيه كل يوم، من مسيحيين ومسلمين، مقيمين ومنتشرين، لا نرضى على الإطلاق بهذا الواقع المأسوي الذي بلغ ذروته في حرمان الدولة اللبنانية من رئيس لها. ولا يقنعنا أي مبرر بانتهاك الدستور والميثاق الوطني ونتائجه على المجلس النيابي والحكومة المتعثرين. ولا نرضى بإذلال المواطنين بعدم منحهم حقوقهم، وبحرمانهم من مقومات الحياة الأساسية، ولا نرضى ان يكون طلابنا رهينة لهذا الصراع القائم في لبنان، ولا ان يحرم شعبنا من مقومات الحياة الأساسية وخصوصاً الماء والكهرباء، والأمن والاستقرار». وأسف الراعي لأن «شعبنا اللبناني الذي يكرم السلطة السياسية ويحترمها ولا يثور عليها في الشارع، بل يطلب منا أن نطالبها باسمه، لا يلقى من هذه السلطة إلا الاستهتار والإهمال والاستغلال، وصم الآذان عن سماع أنينه، وإغماض العيون عن حالته البائسة، فبات ضائعاً ومشرداً كخراف لا راعي لها». وسأل المسؤولين السياسيين ولا سيما النواب: إلى متى يهملون واجبهم الدستوري الخطير والمشرف بانتخاب رئيس للجمهورية؟ إنه الواجب الأول على المجلس النيابي ومجلس الوزراء قبل أي عمل آخر. ذلك، لكي يستقيم عملهما، ويتمكنا من ممارسة مسؤولياتهما التشريعية والإجرائية، التي يحييها ويشرعها رئيس البلاد». وقال: «هل نوابنا الكرام في مختلف الكتل مقتنعون بعدم انتخاب رئيس للجمهورية وبتداعياته على كل البلاد؟ فإذا كانوا مقتنعين، نقول لهم إنهم يخونون وظيفتهم. أما إذا كانوا غير مقتنعين ولا يجرؤون على تحرير صوتهم، خوفاً على مصالحهم، فإننا نلومهم. ونذكرهم بواجب «اعتراض الضمير» وهو عدم الالتزام بما يرونه ضرراً للبلاد وإساءة للشعب، وتعطيلاً لمصالح الوطن». وتابع: «لماذا لا يحضر جميع النواب إلى المجلس النيابي ويختارون من يشاؤون رئيساً للبلاد من بين المرشحين علناً ومن بين غير المرشحين؟ أإلى هذا الحد هم عاجزون؟ وينتظرون، كالعادة، أن يقال لهم من الخارج اسم الرئيس لكي يدخلوا المجلس النيابي ويدلوا بصوت غيرهم، لا بصوتهم الشخصي؟ ولئن كان هذا الأمر مخجلاً ومذلاً للكرامة الوطنية، فسنعمل نحن على ما يصون الجمهورية اللبنانية، ويحمي الدولة، ويحفظ مكانها ومكانتها في الأسرتين العربية والدولية».