سيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شكل كامل على مطار الطبقة العسكري في اليوم السادس من هجومه على آخر معاقل النظام السوري في الرقة شمال شرقي البلاد، في وقت هاجمت «جبهة النصرة» قرية ذات غالبية مسيحية في وسط البلاد. كما ارتفع إلى 68 عدد قتلى وجرحى قوات النظام و «حزب الله» في مواجهات في الزبداني شمال دمشق وقرب حدود لبنان. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «تنظيم الدولة الإسلامية سيطر في شكل كامل على مطار الطبقة العسكري عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها»، لافتاً إلى حصول اشتباكات في منطقتي العجيلي والعجراوي القريبتين من المطار وانسحاب الطائرات التي كانت في مطار الطبقة، إلى مطار دير الزور العسكري، ومطار آخر في البادية السورية». وكان مدير «المرصد» قال لوكالة «فرانس برس» إن «تنظيم الدولة الإسلامية شن الليلة الماضية هجوماً جديداً هو الرابع منذ الثلثاء على المطار، وتمكن هذا الصباح (أمس) من اقتحامه وبات يقاتل في داخله»، لافتاً إلى انسحاب عناصر الأخير باتجاه مزارع قريبة من المطار وإلى منطقة أثريا الواقعة على طريق السلمية - خناصر» باتجاه شمال سورية ووسطها. وكان «داعش» سحب ليل أمس قواته من الطريق الواصل بين مطار الطبقة العسكري آخر معاقل قوات النظام في محافظة الرقة ومنطقة أثريا «في محاولة لإعطاء قوات النظام ممراً للانسحاب من المطار، وتجنب الاشتباكات العنيفة معه داخل مطار الطبقة»، بحسب «المرصد». وأشار إلى أن «هذه الخطة كانت تتبعها قوات النظام خلال الاشتباكات مع مقاتلي الكتائب في كثير من المناطق، بإعطائهم ممراً للانسحاب أثناء اقتحام منطقة ما، لتجنب الاشتباكات العنيفة مع المقاتلين». ولم يحصل «المرصد» بعد على حصيلة القتلى خلال الساعات الماضية في معارك المطار. إلا أن الحصيلة كانت تجاوزت أمس المئة قتيل بالنسبة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» و25 قتيلاً بالنسبة إلى قوات النظام. وقال نشطاء بأن المواجهات أسفرت عن مقتل 370 مقاتلاً من «داعش» بينهم 170 مهاجراً و200 مقاتلاً من العراقيين والسوريين. ويسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على مجمل محافظة الرقة وعلى أجزاء واسعة أخرى في شمال وشرق سورية. كما يسيطر على مناطق شاسعة في العراق المجاور. وتمكن التنظيم من طرد قوات النظام من موقعين عسكريين مهمين في محافظة الرقة، «اللواء 93» و «الفرقة 17» في تموز (يوليو) الماضي، بعد معارك قتل فيها أكثر من مئة جندي سوري. وكان الرئيس بشار الأسد وعد في خطابه في منتصف تموز (يوليو) الماضي مؤيديه، ب «تحرير» محافظات الرقة ودير الزور وحلب. وفي حال سيطر تنظيم «داعش» على مطار الطبقة العسكري، فإن محافظة الرقة تكون أول محافظة سورية خالية في شكل كامل من قوات النظام والمعارضين ل «داعش» باستثناء بعض القرى الواقعة في شمال غربي محافظة الرقة التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب الكردي». وكان موقع «زمان الوصل» ومعارضون أشاروا إلى أن «داعش» وضع خطة للسيطرة على مطار الطبقة الذي يبعد 45 كيلومتراً عن مدينة الرقة معقل التنظيم، تضمنت تجهيز مئة انتحاري و «انغماسي» بحيث يكونوا قوات طليعة لاقتحام الموقع مع الاستعداد لمواجهات قد تستمر شهراً، على أساس وجود 800 مقاتل من القوات النظامية وأربع طائرات حربية وست مروحيات و35 مدفعاً، علماً أن عشرات العناصر النظاميين فروا من موقعي «الفرقة 17» و «اللواء 93» إلى المطار بعد سيطرة «داعش» عليهما. وكان القائد العسكري ل «داعش» عمر الشيشاني ترأس فرقة اقتحام المطار مستخدماً أسلحة أميركية كان التنظيم استولى عليها من القوات العراقية. وتوقع خبراء ونشطاء بأن يتجه مقاتلو «داعش» إلى مطار دير الزور العسكري في محافظة دير الزور المجاورة، مع احتمال أن يستأنف «داعش» معركته مع مقاتلي المعارضة في ريف حلب شمالاً. وكان لافتاً أن زعيم «داعش» أبو البكر البغدادي أمر مقاتليه الانسحاب من ريف حمص الجنوبي وسط البلاد أمس. وقال «المرصد» إن المقاتلين توجهوا أمس إلى دير الزور الواقعة قرب حدود العراق. وأشار عبد الرحمن إلى ورود معلومات ل «المرصد» مفادها أن «قيادة التنظيم طلبت منهم الانسحاب إلى حيث يوجد ترابط جغرافي مع المناطق الأخرى التي يسيطر عليها التنظيم وحيث هناك حاجة أكبر للمقاتلين». وقال إن «جبهة النصرة» تسلمت مواقع «داعش». ونشر ناشطون مناهضون لتنظيم «داعش» على حساباتهم على موقع «تويتر» صور سيارات خرج منها عشرات المقاتلين بلباس عسكري موحد وبكوفيات سوداء، وهم يحملون علم «الدولة الإسلامية»، مشيرين إلى أن «الانسحاب مفاجئ». وقال بعضهم إن العناصر اتجهوا إلى العراق والرقة. في وسط البلاد، سيطرت «جبهة النصرة» على الحي الشرقي في مدينة محردة ذات الغالبية المسيحية في حماة إثر اشتباكات مع قوات النظام، بحسب شبكة «سمارت» المعارضة. وأضاف أن غرفة عمليات «وما ظلمناهم»، أعلنت مدينة محردة وما حولها منطقة عسكرية، بعد سيطرتها على الحي الشرقي، وسط أنباء عن حركة نزوح كبيرة للأهالي من المدينة. وبعيد سيطرتها على الحي الشرقي، سيطرت «النصرة» أيضاً، على حاجز الشليوط قرب مدينة محردة، الذي يعد مدخل المدينة من الجهة الشمالية الغربية، وقتلوا عنصرين من عناصر «جيش الدفاع الوطني»، ودمروا دبابة لقوات النظام واستولوا على أخرى، كما أسروا عدداً من عناصر قوات النظام، قبل أن تستعيد الأخيرة السيطرة على الحاجز، بحسب «سمارت». تراجع «داعش» قرب حلب في شمال البلاد، قال «المرصد»: سيطرت الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية ولواء جبهة الأكراد وجبهة النصرة على قريتي العدية والضهرية قرب بلدة صوران أعزاز، بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان قد سيطر على القريتين منذ عدة أيام»، لافتا إلى استمرار المواجهات في قريتي احتيملات وارشاف في عملية واسعة تقوم بها فصائل المعارضة. وأضاف: «أصيب 7 مقاتلين على الأقل من تنظيم الدولة الإسلامية بينهم مقاتل تونسي الجنسية ومقاتل من لواء داود الإسلامي في حالة خطرة، خلال قصف للطيران الحربي واشتباكات مع الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة ولواء جبهة الأكراد، كما لقي ما لا يقل عن 5 عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية، جراء قصف للطيران الحربي على مناطق في بلدة اخترين التي يسيطر عليها التنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي». في ريف دمشق، تجددت الاشتباكات عند منتصف ليل السبت - الأحد بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وقوات النظام في محيط إدارة المركبات على أطراف مدينة عربين، وسط قصف لقوات النظام، بحسب «المرصد» الذي أفاد بانه «ارتفع إلى ما لا يقل عن 18 عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها الذين قتلوا خلال الاشتباكات التي دارت أمس في منطقة الزبداني، فيما أصيب نحو 50 آخرين منهم بجروح، ومعلومات مؤكدة عن قتلى وجرحى من حزب الله اللبناني في الاشتباكات ذاتها، التي دارت مع جبهة النصرة والكتائب الإسلامية، والتي سيطر فيها مقاتلو الأخير على أربع نقاط تمركز لقوات النظام وحواجز قرب الزبداني». بين دمشق والأردن، قال «المرصد»: «استشهد 32 مقاتلاً من كتيبة مقاتلة تابعة لفرقة مقاتلة، وأصيب 26 آخرين بجروح، فيما فقد الاتصال مع 12 آخرين، وذلك إثر كمين وقعوا به فجر اليوم في المنطقة الواقعة بين بلدتي الحارة وزمرين في الريف الغربي لدرعا».