شنّ مقاتلو المعارضة السورية هجوماً مفاجئاً في الزبداني في ريف دمشق قرب حدود لبنان، بالتزامن مع تقدم «الجيش الحر» وقصف «جبهة النصرة» قرية موالية للنظام في وسط البلاد. وقتل 14 مقاتلاً من تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) وأُصيب حوالى 150 آخرين بجروح في معارك ضد القوات النظامية السورية في محيط مطار الطبقة العسكري في شمال شرقي البلاد. وجاءت المعارك في مطار الطبقة إثر هجوم جديد ل «داعش» على المطار بدأ بتفجير انتحاري. ونفذ الطيران السوري ثماني غارات جوية استهدفت نقاطاً عدة في مدينة الطبقة بينها مواقع ل «داعش» والمستشفى الوطني حيث قتل 13 شخصاً بينهم عشرة مقاتلين من التنظيم. وبذلك يرتفع عدد قتلى «الدولة الاسلامية» منذ الثلثاء في معارك مطار الطبقة والقصف الذي رافقها الى 94، اضافة الى اكثر من اربعمئة جريح، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان». واضاف: «لقي 14 مقاتلاً على الأقل من تنظيم الدولة الإسلامية مصرعهم، وأصيب ما لا يقل عن 150 آخرين بجروح في الاشتباكات ضد القوات النظامية التي بدأت ليل أمس بتفجير مقاتل سوري من تنظيم الدولة الإسلامية نفسه بعربة مفخخة عند بوابة مطار الطبقة العسكري». وتخلل المعارك قصف مكثف ومتبادل بين الطرفين بالصواريخ والمدفعية والرشاشات الثقيلة، وقصف من طائرات النظام الحربية وب «البراميل المتفجرة» من الطيران المروحي وقصف بصاروخ سكود على مناطق في محيط مطار الطبقة، بحسب «»المرصد» الذي افاد ب «تأكد استشهاد طبيب واثنين من الكادر الطبي وأنباء عن شهداء آخرين، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة، جراء قصف للطيران الحربي على المستشفى بمدينة الطبقة، كما قصف الطيران الحربي مجدداً مناطق في أطراف الطبقة من جهة المطار». وقال نشطاء بأن «داعش» علق رأسين مقطوعين على أسوار دوار النعيم في مدينة الرقة معقل التنظيم، فيما اشارت مصادر موالية للنظام الى مصرع خمسة من «قوات الدفاع الوطني» التي تقاتل الى جانب القوات النظامية. وأجرى التلفزيون الرسمي السوري مقابلات مع عدد من الجنود في المطار، قال فيها احدهم: «قمنا بصد هجوم المرتزقة على مطار الطبقة العسكري»، بينما وصف آخر المعركة ب «الاسطورة» التي «تروي صمود الجيش». واندلعت المعارك في محيط المطار في منتصف الشهر الجاري، وشهدت تصعيداً وهجوماً على المطار مساء الثلثاء، ثم هجوماً ثانياً مهد له بتفجيرين انتحاريين فجر الخميس. لكن التنظيم لم يتمكن من احراز تقدم على الارض، بحسب «المرصد» واشار الى ان الهجوم الاخير جاء بعد ان «استقدم التنظيم تعزيزات عسكرية إلى منطقة الطبقة من العراق ومحافظة دير الزور» المجاورة. ويسيطر تنظيم «الدولة الاسلامية» على مجمل محافظة الرقة وعلى اجزاء واسعة اخرى في شمال وشرق سورية. كما يسيطر على مناطق شاسعة في العراق المجاور. وتمكن التنظيم من طرد قوات النظام من موقعين عسكريين مهمين في محافظة الرقة هما «اللواء 93» و «الفرقة 17» في الشهر الماضي، بعد معارك قتل فيها اكثر من مئة جندي سوري. وعمد النظام على الاثر الى شن حملة قصف عنيف غير مسبوق على مواقع التنظيم في الرقة ومناطق اخرى في سورية. في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» ان «الطيران الحربي شن نحو 6 غارات على مناطق في قرية البراغيثي الواقعة إلى الغرب من مطار أبو الضهور العسكري في ريف ادلب، ما أدى لأضرار مادية واستشهاد طفل يبلغ من العمر 11 سنة، كما استشهد 3 رجال اثنان منهم من ريف حماة» المجاورة. وقال نشطاء ان مقاتلي المعارضة دمروا عدداً من الآليات التابعة للنظام في مورك في ريف حماة التي تعرضت لغارات من الطيران الحربي و «براميل متفجرة» من طائرات مروحية. وافاد «المرصد» بأن «جبهة النصرة والكتائب الإسلامية حددت قصفها على مناطق في مدينة محردة التي يقطنها مواطنون من أتباع الديانة المسيحية». كما دارت مواجهات في بلدة قمحانة التي تعرضت لقصف عنيف. في دمشق، سقط صاروخان من نوع أرض - أرض على مناطق بالقرب من بلدة المليحة شرق العاصمة التي كانت قوات النظام و «حزب الله» سيطرت عليها الاسبوع الماضي، بحسب «المرصد» الذي قال بان الطيران الحربي نفذ غارات على مناطق في الجبل الشرقي للزبداني والقى الطيران المروحي ستة «براميل» على الزبداني التي تعرضت لقصف مدفعي ايضا. من جهته، افاد «المركز الصحافي السوري» ان مقاتلي المعارضة «حرروا ثلاثة حواجز واستولوا على دبابتين تي 72 وبي ام ام بي بعد هجوم شنه المجاهدون على كافة حواجز الزبداني». ويأتي هذا الهجوم المفاجئ بعد سيطرة قوات النظام مدعومة بعناصر من «حزب الله» على قرى القلمون في شمال دمشق شمال العاصمة وقرب حدود لبنان قبل أسابيع.