علمت «الحياة» أن أجهزة الأمن المصرية توصلت إلى تحديد هوية ثلاثة عناصر شاركت في تنفيذ الهجوم الذي استهدف نقطة الماسورة العسكرية في مدينة رفح المصرية في مطلع الشهر الجاري وقُتل خلاله 16 جندياً، فيما دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مصر إلى إبقاء الاتصالات مفتوحة مع إسرائيل بعدما نشرت الحكومة الجديدة في القاهرة قوات في شبه جزيرة سيناء. وقالت مصادر أمنية مصرية ل «الحياة» إن 3 من المتورطين في الهجوم اختبأوا في قطاع غزة، وأن اتفاقاً جرى بين الأجهزة المعنية في مصر مع حركة «حماس» المسيطرة على القطاع لتسليمهم، مشيرة إلى أن المطلوبين ينتمون ل «جيش الإسلام» وجماعات تكفيرية في القطاع. وأكدت المصادر أن الحملات الأمنية التي تنفذها قوات الجيش والشرطة ضد المسلحين مستمرة في كافة مناطق شمال سيناء، للقضاء على البؤر الإجرامية، واعتقال أعضائها للتوصل إلى التنظيمات والجهات الممولة لها. وأضافت المصادر أنه من خلال الطلعات الجوية تم مسح جميع المناطق التي استهدفتها الحملة والمناطق المجاورة لها، وتم تحديد العناصر الإجرامية والبؤر الموجودة بها، وأماكن تخزين الأسلحة والألغام بكل دقة، مشيرة إلى أنه تم تحديد 15 بؤرة إجرامية متمركزة في مناطق مختلفة بصحراء سيناء، تؤوي عناصر تخريبية تمتلك سيارات حديثة ذات دفع رباعي. واستبعدت المصادر أن تكون العناصر الإجرامية متمركزة في منطقة جبل الحلال فقط، مشيرة إلى أن معظم أماكن تجمعاتهم واجتماعاتهم أصبحت معروفة ومحددة، وأن استهدافهم بالعمليات العسكرية والحملات يكون من خلال تكتيك معين يستهدف مداهمتهم وإلقاء القبض عليهم أحياء، للوصول إلى مموليهم. وأوضحت المصادر أن بعض العناصر تحتمي داخل الكتل السكنية في رفح والعريش وبعض المناطق الأخرى، وأن ملاحقتهم مستمرة، مؤكدة أن هناك تعاوناً كبيراً من كافة أبناء قبائل بدو سيناء. وكانت قوات تأمين منفذ رفح الحدودي مع قطاع غزة ضبطت في الجانب المصري أمس 4 ملثمين حاولوا تسلق الأسوار الخارجية للمعبر وصولاً إلى ساحته الداخلية عقب انتهاء مواعيد العمل الرسمية واتضح أنهم جميعاً من السكان المحليين في رفح، وتتراوح أعمارهم ما بين 19 و23 سنة ولم يكونوا مسلحين. واقتيد الموقوفون إلى مقر أمني للتحقيق معهم حول الهدف من اقتحام المعبر الحدودي عبر الأسوار الخارجية بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية. وتعرض الحاجز الأمني لحى الزهور في الشيخ زويد إلى إطلاق نار من قبل مجهولين يستقلون شاحنة صغيرة، وردَّت قوات الأمن بالمثل قبل أن يفرَّ المسلحون إلى جهة غير معلومة. كما تعرض الحاجز الأمني لمنطقة المحاجر المؤدية إلى المدخل الجنوبي لمدينه العريش لإطلاق عدة أعيرة نارية من قبل مجهولين فروا سريعاً من موقع الحدث. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن كلينتون أجرت اتصالاً هاتفياً بنظيرها المصري محمد كامل عمرو مساء الخميس بينما يثير نشر قوات في سيناء، المنطقة المنزوعة السلاح بموجب اتفاق السلام عام 1979، استياء متزايداً في إسرائيل. وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين أن «هذا الاتصال يندرج في إطار سلسلة من الاتصالات التي أجريناها في الأيام الماضية مع المصريين والإسرائيليين لتشجيع الطرفين على مواصلة الحوار بينهما والتحادث مباشرة حول أي قضية». وأضافت نولاند أن كلينتون أعلنت تأييدها لاعتماد سياسة «تعزز أولاً وفي شكل أساسي أمن مصر لكن يكون لها أيضاً أثر إيجابي في مجال الأمن لجميع جيرانها في المنطقة برمتها».