يعود اليوم الإثنين إلى بلاده داخل تابوت، بعد حادثة هزت الوسط الرياضي الجزائري والأفريقي.. والعالمي، والمتمثلة في مقتل المحترف الكاميروني البيرت إيبوسي، مهاجم نادي شبيبة القبائل الجزائري، بعد أعمال الشغب الجماهيرية التي أعقبت إحدى مواجهات الدوري المحلي الجزائري. ويغادر جثمان إيبوسي الجزائر ليوارى الثرى في بلاده بعد يومين من مقتله على ملعب أول نوفمبر 1954 في مدينة تيزي وزو (100 كلم شرقي العاصمة) بعد نهاية مباراة شبيبة القبائل الوصيف واتحاد الجزائر بطل الدوري في قمة مباريات المرحلة الثانية من دوري المحترفين الجزائري. وكان الكاميروني إيبوسي مهاجم شبيبة القبائل توفي السبت بعد إصابته بمقذوف ألقي من المدرجات بعد هزيمة فريقه (2-1) على أرضه أمام اتحاد العاصمة، وأصيب هداف الدوري الجزائري الموسم الماضي في رأسه أثناء رشق جماهير شبيبة القبائل للاعبين بالحجارة والألعاب النارية أثناء مغادرتهم الملعب بعد المباراة احتجاجا على هزيمة فريقهم أمام بطل النسخة الماضية، وسجل إيبوسي هدف شبيبة القبائل الوحيد في المباراة. وهزت الحادثة المأسوية الرأي العام الجزائري باعتبارها سابقة وعاراً بجبين الكرة الجزائرية ووحدت مطالبهم بضرورة الإسراع في القبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة وتطهير الكرة الجزائرية من المتعصبين والمشاغبين ومن يحرضهم. وفي ردود فعل أولية بعد الحادثة الأليمة، أعلنت رابطة الكرة المحترفة في بيان لها صباح الأحد، عن إغلاق ملعب «أول نوفمبر» بتيزي وزو إلى إشعار آخر، على إثر وفاة إيبوسي، وقالت الرابطة التي يرأسها محفوظ قرباح إن هيئته ستعقد لجنة طارئة لمجلسها الإداري صباح اليوم. كما وجهّت لجنة الانضباط استدعاءات إلى محمد الشريف حناشي رئيس شبيبة القبائل وحكام مباراة شبيبة القبائل واتحاد العاصمة ومحافظ اللقاء، للمثول أمام مكتبها في اليوم ذاته والاستماع إلى شهاداتهم. وكان رئيس شبيبة القبائل الجزائري محند شريف حناشي الذي يلعب لفريقه الضحية أغمي عليه لدقائق بعد سماعه خبر وفاة مهاجمه الكاميروني إيبوسي، قبل أن يعلق على الحادثة لاحقاً: «هذه فاجعة كبيرة.. إيبوسي كان إنساناً رائعاً وهدافاً كبيراً وكان عند حسن ظن الجميع». وبدا عز الدين آيت جودي مدرب شبيبة القبائل الموسم الماضي، والذي أشرف من قبل على تدريب المهاجم الكاميروني مصدوماً، وقال: «ابني يعتبر إيبوسي مثل شقيقه الأكبر.. يجب إيقاف كرة القدم في الجزائر»، واتفق معه إسلام سليماني مهاجم منتخب الجزائر وسبورتنغ لشبونة البرتغالي، وقال: «هذه كارثة على الكرة الجزائرية ويجب إيقاف الدوري». وأمر وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز، ليلة السبت، سلطات ولاية تيزي وزو بفتح تحقيق في ملابسات وفاة اللاعب الكاميروني ألبيرت إيبوسي مهاجم فريق شبيبة القبائل. كما أعرب محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم عن صدمته العميقة إثر وفاة إيبوسي، وشدد روراوة على التنديد بقوة بهذا الفعل الشنيع الذي راح ضحيته لاعب شاب (24 عاماً)، داعياً السلطات المعنية لمعاقبة المتسبّبين في هذه الحادثة المشجوبة بصرامة القانون. من جانبه طالب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بتوقيع «عقوبات رادعة» بعد مقتل إيبوسي، وطالب الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي الدول الأعضاء بالتعامل بحزم مع شغب الملاعب، وقال في بيان أمس (الأحد): «قلبي مع عائلة وأصدقاء هذا الرجل اليافع الذي استمتع بأداء عمله وانتقل لمواصلة شغفه بكرة القدم باللعب خارج بلاده». وأضاف: «لا يمكن لكرة القدم الأفريقية أن تكون الأرض الخصبة لشغب الملاعب. ننتظر توقيع عقوبات صارمة ضد هذا التصرف القبيح. لا مكان للشغب في كرة القدم الأفريقية بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة».