اظهر برشلونة في ذهاب مسابقة كأس السوبر الاسبانية لكرة القدم أول من امس (الخميس) انه حافظ على اسلوبه على رغم رحيل مدربه غوسيب غوارديولا الذي ترك مكانه لمساعده تيتو فيلانوفا، الا انه افتقد الى «الغريزة القاتلة» امام المرمى، ما تسبب بحرمانه من تحقيق فوز كبير على غريمه الازلي ريال مدريد. وكان بامكان برشلونة ان يحسم اللقاء بنتيجة كبيرة قبل السفر الى مدريد لخوض مواجهة الاياب في 29 الشهر الحالي، اذ سيطر تماماً على مجريات المباراة وحصل على العديد من الفرص لعل ابرزها في الدقائق الخمس الاخيرة حين كان بامكانه ان يجعل النتيجة 4-1 عبر ميسي، لكن الاخير فشل في ترجمتها لتنتقل الكرة الى منطقة «بلاوغرانا» من دون اي خطر فعلي إذ وصلت لقدمي حارسه فيكتور فالديس الذي تأخر في تشتيتها ما سمح للارجنتيني انخيل دي ماريا بخطفها وايداعها الشباك، فعزز بذلك حظوظ فريقه في تجريد النادي الكاتالوني من اللقب لانه بحاجة للفوز 1-صفر في الاياب. وحاول النادي الكاتالوني تخفيف الضغط عن حارسه ورفع معنوياته من خلال التصريح الذي ادلى فيلانوفا بعد المباراة حول ان الفريق يطلب من فالديس دوما ان يلعب الكرة قصيرة وان لا يشتتها الى منتصف الملعب لان ذلك يدخل ضمن اسلوب لعب الفريق. على صعيد المواجهات المباشرة بين نجمي الفريقين الارجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو كانت الكفة متوازنة بينهما بالمعنى السلبي للكلمة لان اياً منهما لم يقدم الاداء المتوقع منه حتى وان افتتح الثاني التسجيل لفريقه بكرة رأسية وادرك الاول التعادل لصاحب الارض (2-2) من ركلة جزاء، مسجلاً هدفه الاول في ال«كلاسيكو» بعد صيامه لاربع مباريات. اما بالنسبة للاعبين الذين لعبوا دوراً مميزاً في الفصل الاول من هذه المواجهة، فهناك بدرو رودريغيز الذي استعاد بريقه مع النادي الكاتالوني بعد موسم مخيب امضاه على مقاعد الاحتياط نتيجة الاصابة التي ابعدته لفترة طويلة عن الملاعب. «انا سعيد لتمكني من مساعدة الفريق كما فعلت الليلة (امس)»، هذا ما قاله بدرو الذي ادرك التعادل لفريقه بعد اقل من دقيقة على هدف رونالدو. في الواقع، بدأت عودة بدرو هذا الصيف في نهائيات كأس اوروبا 2012 حين ساهم في قيادة منتخب بلاده للاحتفاظ باللقب الذي توج به قبل اربعة اعوام واضافته الى لقب مونديال 2010، ومن المؤكد انه عازم على فرض نفسه اساسياً هذا الموسم بعد ان تراجع دوره لمصلحة التشيلي اليكسيس سانشيز او الشاب اسحاق كوينكا. على صعيد الاداء الجماعي لم يفقد برشلونة اياً من «السحر» الذي عرفه مع غوارديولا في ثاني مباراة رسمية له باشراف فيلانوفا بعد تلك التي اكتسح فيها ضيفه ريال سوسييداد 5-1 الاحد الماضي في المرحلة الاولى من الدوري. اما في معسكر النادي الملكي، فلم يصل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو حتى الان الى التركيبة التي تخوله اللعب باسلوب هجومي امام الغريم الازلي، ويبدو ان التصريحات الذي يدلي بها دائماً قبيل مواجهته مع النادي الكاتالوني حول رغبته بان يلعب مهاجماً، تذهب ادراج الرياح ما ان يدخل لاعبوه ارضية الملعب وحتى قبل ذلك، وابرز دليل على ذلك اشراكه مواطنه فابيو كوينتروا اساسياً على حساب البرازيلي مارسيلو، الظهير الاكثر اندفاعاً نحو الامام، واللعب برأس حربة وحيد هو الفرنسي كريم بنزيمة الذي وجد نفسه معزولاً فيما جلس الارجنتيني غونزالو هيغواين على مقاعد الاحتياط حتى الشوط الثاني حين دخل بدلاً من مهاجم ليون السابق ما يعني الابقاء على مهاجم صريح واحد. ما هو مؤكد ان مواجهة الامس اعطت لمحة عما ينتظر مشجعي الفريقين هذا الموسم من حماس وندية ان كان في ارضية الملعب او وسائل الاعلام، وقد لا تنحصر مواجهات ال«كلاسيكو» في كأس السوبر والدوري وبحسب، بل قد يتواجه الغريمان في مسابقة الكأس كما كانت الحال الموسم الماضي حين تخلص برشلونة من غريمه في الدور ربع النهائي بالفوز عليه ذهابا ًفي مدريد 2-1 قبل تعادلهما اياباً 2-2 في طريقه الى اللقب، او في دوري ابطال اوروبا كما حصل في موسم 2010-2011 حين خرج النادي الكاتالوني فائزاً في الدور نصف النهائي (2-صفر في مدريد و1-1 في برشلونة) في طريقه الى اللقب. «الملكي» يبحث عن طعم الفوز في «الدوري» يحل ريال مدريد حامل اللقب غداً الاحد ضيفاً على جاره في العاصمة خيتافي في المرحلة الثانية من بطولة اسبانيا في مباراة لا بديل للاول سوى الفوز بها خصوصاًَ بعد تعادله في المرحلة الاولى مع فالنسيا 1-1 إذ لم يتذوق «الملكي» طعم الفوز في الدوري حتى الآن. ويتقدم برشلونة على غريمه التقليدي بفارق نقطتين بعد المرحلة الاولى بعد فوز الفريق الكاتالوني الساحق على ريال سوسييداد 5-صفر. ويملك مدرب ريال مدريد خيار المفاضلة بين الفرنسي كريم بنزيمة او الارجنتيني غونزالو هيغواين للعب الى جانب البرتغالي كريستيانو رونالدو في خط المقدمة، علماًَ بان الاول نال هذا الشرف في مباراة الكأس السوبر الاسبانية أول من امس الخميس التي انتهت بفوز مثير لبرشلونة 3-2. ولن تكون مهمة برشلونة سهلة عندما يحل ضيفاً على اوساسونا في مباراة قد يمنح فيها المدرب تيتو فيلانوفا الفرصة للمهاجم دافيد فيا العائد من اصابة ابعدتها سبع اشهر عن الملاعب، ولاعب الوسط الكاميروني الكسندر سونغ القادم قبل ايام من ارسنال الفرصة للمشاركة كأساسيين. وفي المباريات الاخرى، يلعب ريال سوسييداد مع سلتا فيغو، وبيتيس مع رايو فاليكانو، واسبانيول مع سرقسطة، وملقة مع مايوركا، وغرناطة مع اشبيلية، وفالنسيا مع ديبورتيفو لا كورونيا، وبلد الوليد مع ليفانتي، واتلتيكو مدريد مع اتلتيك بلباو.