لم يعد أمام سكان محافظة جدة حلول لأزمة المياه سوى الرحيل عنها ومغادرتها إلى مناطق أخرى إلى حين الانتهاء من عيد الفطر المبارك. وتأتي هذه الحلول للكثير من السكان بعد ارتفاع أسعار صهاريج المياه والانقطاعات المتكررة حيث يرى البعض منهم أن السفر إلى ديارهم وقضاء أيام العيد مع والديهم وأجدادهم أفضل من الطوابير في الأشياب التابعة لمياه جدة. وأجبرت أزمة المياه الكثير من هؤلا بمغادرة المحافظة منذ وقت باكر على غير العادة لكن أزمة المياه مشكلة واجهتهم منذ منتصف شهر رمضان الأمر الذي لم تستمر معه محاولات الانتظار في الأشياب. ويقول أحمد الغامدي إنه عانى مشكلات كثيرة للحصول على صهريج ماء خلال شهر رمضان، مشيراً إلى أنه قرر أن يغادر محافظة جدة إلى منطقة الباحة لقضاء ما تبقى من رمضان لدى والده والابتعاد عن معايشة أزمة المياه التي جعلت الناس في حيرة من أمرهم. وأوضح أنه اتخذ قرار المغادرة باكراً بعد أسبوع من المعاناة في «الاشياب»، وفضل المغادرة إلى مسقط رأسه للهرب من شبح «الأزمة» والتي سيعاني منها الكثير من المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار والسوق السوداء التي يمارسها سائقو الصهاريج. من جهته، أكد حاتم الزهراني أنه فضل الابتعاد هو الآخر عن أجواء الطوابير في أشياب المياه في محافظة جدة، مشيراً إلى أنه اعتاد في كل عام أن يقضي إجازة العيد بين أسرته وأهله في منطقة الباحة. ولفت إلى أن قضاء الإجازة بعيداً عن الزحام والبحث عن المياه أفضل وأيسر للشخص، خصوصاً وأن هناك إجازة تصل إلى أكثر من 10 أيام الأمر الذي قد يسهم في انتهاء أزمة المياه والعودة إلى طبيعتها سابقاً. وسبق أن أكد مدير وحدة المياه في الشركة الوطنية للمياه في محافظة جدة المهندس عبدالله العساف في تصريحات صحافية، أنه يتم ضخ 100 ألف متر مكعب من المياه يومياً من محطة التحلية في الشعيبة إلى جدة، إضافة إلى الكمية اليومية التي تبلغ أكثر من مليون متر مكعب، وسيتم تعميم ضخ المياه على مدار 24 ساعة للأحياء كافة في نهاية عام 2012.