أكد رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب اللبناني وليد جنبلاط أنه «لا يمكن تحت شعار الجيش والشعب والمقاومة الاستمرار في هذه الشراكة الغامضة على حساب الدولة والجيش والأمن والاقتصاد والمصير». وثمّن «عالياً دور الرئيس ميشال سليمان في تصديه مراراً وتكراراً لجهات سياسية أو أجهزة أمنية أصرّت على تسليم ناشطين ونشطاء إلى الأجهزة السورية- إلى الإعدام»، مشدداً على أن «لا مكان إلا لدولة واحدة هي وحدها تتخذ قرار الحرب والسلم، دفاعاً عن لبنان فقط». وقال: «نعم لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بعد تحديد وترسيم الحدود لتلك المناطق وغيرها، لا لمنطق التحرير من أجل التحرير خدمة لغير لبنان أو مساومة على لبنان. أما منطق التوازن، توازن الرعب خارج إطار الدولة فلا أنصح به، لأنه قد يجر البلاد إلى الويلات والدمار»، مؤكداً أنه «لا ينقص الجيش اللبناني، أفراداً وضباطاً ورتباء، الكفاءة والحرفية لاستيعاب سلاح المقاومة الموجود تدريجياً وفق خطة تأخذ في الاعتبار الخصوصيات الأمنية للمقاومة». وتحدث جنبلاط عن قانون الانتخاب، موضحاً أن «الكلام ليس موجهاً للرئيس سليمان الذي نحترم وجهة نظره ونقدرها»، وقال: «قد أكون مخطئاً، إذا انتصر الفريق الآخر بعضه أو كله، أي الثامن من آذار بكل مقوماته وحلفائه القدامى والجدد، ولست أدري من سيفرّخ على الطريق، لا أعتقد أن هناك مكاناً لوسطية أو تعدد أو تنوع، أو مكاناً لقرار مركزي للحرب والسلم للبنان خارج المحور الإيراني وما تبقى من السوري، لا أعتقد أن هناك مكاناً لدولة القانون وحصرية الأمن مع الجيش وقوى الأمن، ومكاناً لقضاء مستقل ورئيس مستقل وجيش مستقل، ومكاناً لدور لبنان غير منحاز وغير ملحق يلتزم فقط مواثيق الجامعة العربية والأمم المتحدة واتفاق الهدنة ونصرة القضية الفلسطينية». وأضاف: «إذا انتصر الفريق الآخر، بعضه أو كله، لا مكان للأمل، للفرح، للاستفادة من طاقات الاغتراب الهائلة، لا مكان لشيء من الطمأنينة. سنبقى في هذه الحالة من التشنج والحرب الدائمة السياسية في الداخل، عندما يقررون ربما الحرب في الخارج. أقول هذا الكلام لبعض من 8 آذار وليس للكل. بالأمس شاهدنا ما جرى مع أحدهم، صواريخ «بتطلع» وقنابل تأتي، هذا هو واقعهم، لكن أقول لرفيقي الشهيد جمال صعب (الذي قضى في محاولة لاغتيال جنبلاط) بعد 30 عاماً: مرّت جثة الخصم وانتهت. وإذا انتصر الحزب التقدمي الاشتراكي مع مكونات 14 آذار ومستقلين يبقى أمل في التنوع والتعددية، في الحوار ورفض الإلغاء في دولة واحدة، ورئيس مستقل وجيش مستقل، وقضاء مستقل، شيء من الأمل والاطمئنان في دولة قوية بعد الاستيعاب وحكومة وحدة وطنية». كلام جنبلاط جاء في إفطار لأهالي الشوف وإقليم الخروب في الشوف غروب أول من أمس، وقال: «إنه اللقاء الثاني بعد الانعطافة السياسيّة التي قمت بها مع رفاقي في جبهة النضال الوطني عام 2011 والتي أملتها آنذاك ظروف بالغة التعقيد وكان الهم الأول فيها منع الفتنة، ونجحنا بقيادة الرئيس ميشال سليمان ومساعدة الرئيس نجيب ميقاتي، ولن أنسى دور الرئيس نبيه بري في تذليل عقبات كبيرة مرّت في مسيرة هذه الحكومة»، معتبراً أنه «إذا كان من إنجاز أساسي لهذه الحكومة فهو التزامها تمويل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وتأكيد المعاهدة التي تربط لبنان بالأمم المتحدة، وأياً كان حجم الأحداث المحيطة الذي كاد يطغى على مسار المحكمة فإن العدالة لا بد أن تأخذ مجراها ولو بعد حين في المحكمة أو في مياه الأنهر، وللذين يدحضون أو يشككون بالقرار أو القرارات الظنية للمحكمة فخير طريقة لهؤلاء هي دحض الحجة بالحجة والقرينة بالقرينة أمام هذه الهيئة، أي المحكمة». وذكّر بأنه «في سياق الثورات العربية، كان للحزب التقدمي الاشتراكي الموقف الطبيعي والمنسجم مع تراث مؤسسه بضرورة إسقاط «السجن العربي الكبير». وأضاف: «في آذار (مارس) 2011، في شهر الاستشهاد، انطلقت الثورة السورية بفعل انتفاضة أطفال درعا وعمّت كل سورية. وفي حزيران (يونيو) من ذلك العام، انعتق الحزب وانعتقت شخصياً من لحظة التخلي التي كانت بالأساس تخلياً، وسار الحزب مرفوع الرأس مؤيداً الثورة السورية الجبارة، وطالبتُ في أوج المعارك المفصلية كل الأندية العربية والدولية التي أعرفها بتسليح الجيش السوري الحر بالعتاد النوعي المضاد للدروع والطائرات ولا أزال». وشدد على أن «وحشية هذا النظام تجاه البشر والحجر، فاقت كل تصور وطغت على وحشية هولاكو أيام المغول. وصمد الشعب السوري وسيبقى صامداً، صموداً أسطورياً، من مواجهة إلى مواجهة مع نظام الموت المدعوم من التنين الصيني والدب الروسي وقورش الفارسي». وأضاف: «صمد أعزل، وتسلح لاحقاً من اللحم الحي، وكل كلام آخر حول سفن أو غيرها تسلّح الثورة كذب ونفاق، لتغطية المال والسلاح والعتاد والبوارج والخبراء والمقاتلين للحلف المشؤوم الذي سبق وذكرته والذي يريد سحق الثورة السورية، لكن أحرار سورية سينتصرون»، مؤكداً أن «الإسراع في إسقاطه سيوفر على سورية مزيداً من الدمار ويوفر علينا الكثير». ولفت إلى أن «العالم العربي مع ما يسمى المجتمع الدولي التهى بمبادرة تلوَ المبادرة، ولست لأعلق على كوفي أنان الفاشل أساساً من روندا إلى البوسنة إلى العراق واليوم سورية، لكنني أنصح الأخضر الإبراهيمي بأن لا يقع في فخ مهمة محكومة أساساً بالفشل طالما أن الحلف المذكور المعهود يصر على التسوية مع النظام الحالي»، معتبراً أن «المرء يقف مشدوهاً حائراً أمام هذا التآمر الدولي على الشعب السوري والوطن السوري. فهل أن أصدقاء الشعب السوري الذين نظّموا المؤتمرات وكلها فارغة وتافهة، هل أن هؤلاء وفي مقدمهم الولاياتالمتحدة الأميركية تفاوض مع الحلف الآخر مع أصدقاء النظام السوري مع الكل أو مع البعض منه، الله أعلم، لترى كيفية التوفيق مع أمن إسرائيل- تذكروا ما قاله رامي مخلوف إما نحن نحمي الحدود الشمالية لإسرائيل أو الفوضى! إذاً هل هناك من مفاوضات للحفاظ على أمن إسرائيل ورسم خرائط جديدة للمنطقة؟ سبق وذكرت التنين الصيني والدب الروسي، أما الأميركيون فلهم النسر- النسر الأميركي لكنه يبدو كالوطواط اليوم». وقال: «عملتُ جاهداً، ولا أزال، مع الذين كلفتهم من الرفاق في الحزب وغيره بالتنسيق مع الجيش السوري الحر والمجلس الوطني والفاعليات المستقلة لمنع الفتنة التي نصبها النظام»، مؤكدا ان «الشبيحة مصيرهم إلى الجحيم، واستروا يا أحرار سورية ما شاهدتم منّا من تقصير».