قال رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط: «لا نستطيع تجاهل ما يجري حولنا»، متمنياً للمبادرة العربية في شأن سورية النجاح، كما تمنى أن يُخرج الموقف الروسي سورية من تلك المحنة والشعب السوري من محنته ولو تطلب الامر فترة انتقالية، من اجل وحدة سورية وسلامتها ووقف حمام الدم فيها وتقويتها في الخط الممانع الاساسي. وزاد: «نتمنى ذلك قبل ان تغرق سورية وتنفجر وننفجر معها». وقال جنبلاط في احتفال تكريمي على شرف أمين السر العام السابق في «الحزب التقدمي الاشتراكي» المقدم شريف فياض امس في بيت الدين، في حضور نجله تيمور ووزراء ونواب وممثلين عن الاحزاب والتيارات السياسية على اختلافها، اضافة الى هيئات عسكرية وقضائية واجتماعية وروحية: «نحرص على سورية، وعلى ان تنجح تلك المبادرة مع الموقف الروسي، واذا كانت الجمهورية الاسلامية (ايران) تستطيع تقديم اي شيء، فلا بأس، وأعتقد بأن روسيا والجمهورية الإسلامية أقرب الناس الى النظام السوري، وأتمنى في الوقت نفسه ان يكونا أقرب الناس الى الشعب السوري اولاً، من اجل استمرار الخط الوطني الممانع». «لا خوف على فلسطين» ورأى جنبلاط أن «لا خوف على فلسطين»، وقال لكل من يقول إن ثورة الشعب العربي مؤامرة: «ليست مؤامرة، كل الاحزاب التي انتُخبت، من مصر الى تونس وليبيا وغيرها من الدول، ستلتف مجدداً حول فلسطين. فقط يرى المرء كيف ان دولة كبيرة كالولايات المتحدة الاميركية ينحدر خطابها، أو خطاب بعض ساستها على الأقل، الى مستوى القول بأن لا وجود للشعب الفلسطيني، يا له من غباء، ومن ناكري التاريخ. إن الشعب الفلسطيني موجود، وسيبقى، وسينتصر من البحر الى النهر». وتحدث جنبلاط عن فياض، مذكراً بأنه «مناضل سياسي وعسكري رفيق لكمال جنبلاط اولاً، ولم أكن أعلم أنهم التحقوا ثلة من الضباط الوطنيين في 16 آذار عام 1976، ولاحقاً خضنا سوية مواجهات عسكرية وسياسية من اصعب المواجهات، وأحياناً كنا نُصاب ببعض من التردد، لكن تابعنا سوية مع رفاق كمال جنبلاط، مع الحزب والاصدقاء جميعاً. صحيح آنذاك كانت المواقع –اذا صح التعبير- متفاوتة، لكن اليوم هذا الجمع شامل جمعة المصالحة الوطنية والوفاق الوطني». وقدم جنبلاط لفياض ميدالية كمال جنبلاط عليها قوله الشهير «ان الحياة انتصار للاقوياء في نفوسهم لا للضعفاء»، وبطاقة معايدة لشيخ مع طفلته في مكبس للزيتون. وسأل: «هل نستطيع عصر الزيت بأمان واستقرار وسلم بعيداً من فوضى السلاح؟ هل نستطيع ان نعصر الزيت ونتفق على خطة دفاعية لحماية لبنان في مواجهة اسرائيل؟ وهل باستطاعتنا العودة الى الحد الادنى من الحوار بعيداً من التشنج؟ اتمنى، لانني نظرت في عيني تلك الفتاة (في الصورة) وكأنني استبصرت انها تخاطبني وتقول كفى، كفى، نريد الحياة المستقرة». التحالف مع ارسلان محسوم وكان جنبلاط أكد بقاءه في «التحالف العريض» مع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، مشدداً على أن «تكون سورية ديموقراطية تعددية». كلام جنبلاط جاء خلال لقاء موسع عقد امس في مركز بلدية الشويفات بدعوة من رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان، في إطار معالجة ذيول حادث الشويفات الذي ذهب ضحيته علي شيت وما تبعه من تطورات، في حضور النائب اكرم شهيب ورئيس بلدية الشويفات ملحم السوقي وفاعليات. وقال جنبلاط: «التحالف واللقاء والعلاقة الطبيعية والعائلية والسياسية مع الامير طلال امر محسوم»، مضيفاً: «قد تكون لي وجهة نظر في السياسة، وهذا امر مشروع، إذ ليس المطلوب ان يكون لنا جميعاً وجهة نظر أو رأي واحد، لكن نحن في هذا التحالف العريض مع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، والتي تضم الامير طلال و «حزب الله» وحركة «أمل» والرئيس ميشال سليمان و «التيار الوطني الحر». وزاد: «صحيح كان هناك نقاش كبير حول المحكمة، لكن هذا الموضوع خرج من الرئيس نبيه بري من اجل الوفاق في لبنان، لان هناك من يعتبر ان هذه المحكمة إسرائيلية-أميركية، فيما يعتبرها آخرون طريقاً للعدالة. هذا سيتطلب وقتاً، ربما عشرات السنين، لكننا وجدنا فتوى لهذه القضية، وكل الشكر للرئيس بري حليفنا في هذه الحكومة». ولفت جنبلاط الى أنه «قد يكون هناك خلاف حول النظام السوري، ونعم هناك خلاف. لكن ما يهمني وما يهم الامير طلال والسيد حسن نصرالله، هو سورية كسورية. يهمنا ان تبقى سورية سالمة موحدة، وان يبتعد شبح الحرب الاهلية منها، وان تكون سورية ديموقراطية تعددية»، مشيراً الى أن «أمننا مرتبط بأمن سورية، وبالعكس»، ومذكراً بأنه «كان الاتفاق إثر الطائف ان يبقى سلاح المقاومة مع المقاومة حتى تحرير كل الاراضي اللبنانية». أما ارسلان، فقال: «في السياسة عندي رأي أعبر عنه ووليد بك لديه رأيه، فللكل رأيه، وهناك احزاب اخرى على الساحة لها رأيها والحق في التعبير عن هذا الرأي. اما بالنسبة إلى سورية، فإن صداقتي مع آل الاسد لا أخجل بها». وأكد المشاركون في اللقاء ضرورة «تهدئة الاجواء في ظل الظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة وتوجب وحدة الصف في مواجهة التطورات مهما تباينت الآراء السياسية»، وشددوا على «ضرورة تعزيز دور الجيش والقوى الامنية في مواجهة أي طارئ».