في ما بدا محاولة لممارسة مهامه قائداً أعلى للقوات المسلحة، أكد الرئيس المصري محمد مرسي أنه يقود العمليات العسكرية الجارية الآن في سيناء بنفسه وأنه يتابعها على مدار الساعة، كما زار سيناء للمرة الثانية منذ مقتل 16 جندياً في هجوم شنه مسلحون مجهولون على مكمن لحرس الحدود. وشدد مرسي في تصريحات أطلقها قبل ساعات من زيارته مدينة رفح، يرافقه وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي ووزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين وقيادات عسكرية، على أن «العمليات لن تتوقف حتى يتم تطهير سيناء كاملة». وتفقد عدداً من الوحدات العسكرية في المنطقة واطلع من قادة الجيش على سير العمليات العسكرية. وبدا أن الرئيس يسعى من خلال القرارت التي اتخذها قبل يومين بإقالة مدير الاستخبارات وقائد الحرس الجمهوري وقائد الشرطة العسكرية إلى الانخراط في شؤون الجيش والحد من استئثار المجلس العسكري بها. وجاءت الزيارة في أعقاب إعلان توقيف ستة أشخاص يشتبه بأنهم على صلة بالهجوم على مكمن حرس الحدود الأسبوع الماضي. وقال مسؤول أمني ل «الحياة» إن الستة الذين أوقفوا في مدينة الشيخ زويد قرب رفح «بينهم عنصر مهم يدعى سلمي الحمادين وكُنيته سلمي بن لادن قد يؤدي توقيفه إلى الوصول إلى معلومات حيوية عن التنظيم الذي يقف خلف هذه العملية». وواصلت قوات الجيش عملياتها في سيناء وسط تشكيك في جدواها وفي حصيلة القتلى المعلنة من المسلحين التي أكد سكان أنهم لم يروا لها شواهد. وردّ مسؤول عسكري قائلاً ل «الحياة» ان «المرحلة الحالية من العملية العسكرية هي لجسِّ النبض، والعملية لا تزال في المرحلة الأولى وتعتمد على أعمال التمشيط والتنظيف فقط، أما المراحل الرئيسة فلم تبدأ بعد». وتستخدم في الحملات مروحيات من طراز «أباتشي» ومدرعات ودبابات وقاذفات صواريخ. وأشار المسؤول العسكري إلى أن «إمدادات جديدة لدعم الحملات ستصل إلى المنطقة خلال الفترة المقبلة من أفراد ومعدات وآليات عسكرية لمهاجمة أوكار المسلحين، إضافة إلى تحديد مناطق وبؤر جديدة لمهاجمتها وتطهيرها». وفي حين فتحت السلطات المصرية أمس معبر رفح استثنائياً لعودة المعتمرين والعالقين الفلسطينيين إلى قطاع غزة، كشف وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية محمد محسوب أن الحكومة «تدرس إقامة منطقة تجارة بين رفح وغزة من أجل القضاء على مشكلة التهريب عبر الحدود من خلال الأنفاق» التي تقوم آليات عسكرية مصرية بإغلاق فتحاتها خلال حملتها في سيناء. إلى ذلك، قال مسؤول مصري رفيع ل «الحياة» ان عدداً من افراد الخلية التي ارتكتب الهجوم على الجنود المصريين في سيناء كانوا في غزة في وقت سابق، وخرجوا من داخل انفاق تسيطر عليها «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس». وقال إن القاهرة طلبت من حكومة «حماس» في غزة التحقيق مع مالكي الأنفاق التي خرج منها هؤلاء الاشخاص والمشرفين عليها. وقال إن «حماس غير متهمة في العملية، لكن هناك أوساطاً في حماس، خصوصاً في كتائب عز الدين القسام تعرف المنفذين وتعرف الجهات التي تدربوا لديها في قطاع غزة وحصلوا منها على أسلحة مثل مجموعة جيش الاسلام». وأضاف: «نتوقع من حكومة حماس اتخاذ خطوات عملية تجاه كل الاشخاص الذين دربوا بعض المنفذين وزودوهم بالسلاح وسهلوا خروجهم».