عزّز الجيش المصري قواته في سيناء استعداداً لمعركة طويلة ضد مسلحين يتحصنون في جبال وسط شبه الجزيرة وتتهمهم السلطات بتنفيذ هجوم على مكمن لحرس الحدود قبل أيام أدى إلى مقتل 16 جندياً. وبدا أن أحداث سيناء فرضت تقارباً بين الرئاسة والمجلس العسكري، فعقد الرئيس محمد مرسي اجتماعاً أمس مع رئيس المجلس العسكري وزير الدفاع المشير حسين طنطاوي هو الثالث خلال ثلاثة أيام، للبحث في الوضع في سيناء، غداة إقالة قيادات عسكرية وأمنية أبرزها رئيس الاستخبارات العامة، وهو ما مكن مرسي من استعادة بعض حلفائه الذين كانوا انتقدوه بسبب تشكيل الحكومة. وجاء الاجتماع بينما كانت مدن شمال سيناء ووسطها تستقبل قافلة من الأسلحة الثقيلة ضمت 60 دبابة و30 شاحنة و20 سيارة دفع رباعي مصفحة و15 مدرعة كبيرة، إضافة إلى 12 آلية نقل جنود كبيرة و10 سيارات من الشرطة العسكرية. ويشير نشر هذه التعزيزات التي لم تشهدها سيناء منذ اتفاق السلام مع إسرائيل الذي فرض قيوداً على التواجد العسكري المصري في سيناء، إلى أن الحملة على معاقل المسلحين، خصوصاً في جبال وسط سيناء، ستشهد تصعيداً خلال ساعات. وأفيد بأن سلاح المهندسين استخدم مضخات المياه لغمر أنفاق التهريب الواصلة إلى قطاع غزة، كما نقل صخوراً ضخمة لإغلاق فتحاتها. وعلم أن مجسات أرضية تعمل على الشريط الحدودي مع غزة لاستطلاع أماكن وجود الأنفاق غير المعروفة للسلطات المصرية. وقال مسؤول عسكري ل «الحياة» إن التعزيزات التي وصلت أمس الى مدينة العريش ستتحرك باتجاه المناطق الجبلية والصحراوية في وسط سيناء، كما سينتشر بعضها في المكامن على الطريق الواقعة بين العريش ومدينة رفح. وأشار إلى أن «هذه التعزيزات تأتي في إطار التصميم على القضاء نهائياً على البؤر الإجرامية في سيناء». وأقرَّ بأن «العملية تحتاج فترة من الوقت لإنهاء المهمة، وسيتم الدفع بمزيد من التعزيزات مع مرور الوقت ضمن خطة النسر»، في إشارة إلى الاسم الرمزي للعملية. وشدد على أن «العمليات ستستمر حتى يتم القضاء تماماً على البؤر الإجرامية كافة». وقال إن «نحو 22 إرهابياً سقطوا خلال المواجهات أثناء مطاردة الطائرات الحربية لهم لدى استقلالهم ثلاث سيارات محملة بالأسلحة والذخائر». لكن لم يتسن التأكد من سقوط قتلى من مصادر مستقلة، خصوصاً أن مستشفيات سيناء التي وضعت في حال تأهب لم تستقبل أي جثث حتى مساء أمس. وشرعت القوات المسلحة فجر أمس في إغلاق وتدمير فتحات أنفاق التهريب إلى قطاع غزة من الجانب المصري لوقف عمليات التسلل والتهريب. وأكد المسؤول العسكري «عزم الجيش على تدمير الأنفاق ما بين رفح المصرية والفلسطينية كافة، رغم صعوبة الأمر لوجود فتحات هذه الأنفاق داخل منازل على جانبي الحدود من دون أن يتم كشفها». ولفت إلى أنه «تم البدء بالأنفاق البعيدة من الكتلة السكنية في مدينة رفح، وإغلاق عدد كبير منها»، مشيراً إلى أن «الحملة متواصلة من أجل تطهير المنطقة الحدودية ومنع التهريب والتسلل لحماية البلاد، وتم الاستعانة بالمعدات التي وصلت أخيراً إلى المنطقة». من جانبه، أكد مسؤول أمني ل «الحياة» أن «الحملات الأمنية واصلت ليل (أول من) أمس مهامها في مناطق جنوبالعريش والشيخ زويد ورفح بمشاركة القوات المسلحة مع الشرطة واستخدام مروحيات من طراز أباتشي». وأضاف أن «الحملات ستستمر حتى يتم تطهير سيناء من الإرهاب والخارجين على القانون والخطرين على أمن مصر القومي».