دفع إزعاج «ملائكة الأرض» في مساجد الله بعض المصليات بالمنطقة الشرقية إلى المطالبة بإيجاد حل جذري يضمن منع الفوضى وإدخال الخشوع إلى أنفسهن، أو اعتماد مقولة «جنة الأطفال في منازلهم» التي أصبحت ملاحظة مهمة في رقاع الزواج واقعاً مفروضاً على بوابات المساجد. وأسهمت المطالبة في إيجاد حل يحد بمثابة «طوق النجاة» للأمهات كافة اللائي يرغبن في أداء صلوات التراويح، إذ اعتمدت بعض المساجد فكرة توظيف مشرفات مهمتهن الحفاظ على هدوء الأطفال في الجوامع التي تشهد إقامة التراويح، والتهجد. وتتكفل المشرفات بمنع الأطفال من إحداث أي نوع من أنواع الفوضى والإزعاج واللعب داخل أروقة المسجد، والحد من بكائهم وصراخهم داخل المسجد. فيما عمدت مساجد أخرى، لم تتمكن من إيجاد مشرفات، في إقامة جدار فاصل يقسم مصلى النساء لقسمين، قسمٌ للأطفال وأمهاتهم، وقسم أخر للحاضرات من دون أطفال. وتوضح إحدى المصليات سارة إبراهيم ل «الحياة» أن المساجد التي لا توجد فيها مشرفة تكثر بها الفوضى والصراخ مقارنة بالمساجد التي عمدت إلى توظيف مشرفات أمن فيها تقف إلى جوار الأطفال وتحاول منعهم من العبث والصراخ وتشويش المصليات وعدم تركيزهن في الصلاة كون بعض الأمهات لا يكترثن لما يحدث. وقالت سارة إن حادثة وقعت قبل قرابة يومين تمثلت في ضرب إحدى الأمهات طفلها بعد أن تزايد صراخه وبكاؤه ما دفع إحدى المصليات للتذمر من صراخه على مسمع من والدته، مضيفة «كثير من النساء اللائي لا يصطحبن أطفالهن للمسجد يقفن في الصفوف الأمامية دافعات باللواتي جلبن أطفالهن للخلف حتى لا يفسدوا عليهن صلاتهن». وتؤكد مصلية أخرى فضلت عدم ذكر اسمها في حديثها إلى «الحياة»، أن بعض المساجد وظفت خلال هذا العام نساء مهمتهن الإشراف على مصليات النساء، والحد من فوضى الأطفال الضوضائية. وتقول المواطنة أم فايز التي ترتاد المسجد يومياً لأداء صلاة التراويح، إن توظيف مشرفة أمن على الأطفال للحد من فوضتهم وجلوسهم في آخر المصلى بعيداً عن النساء ساعد على الحد من الإزعاج، الذي أدى العام الماضي إلى اشتباك بين النساء وتلاسن بسبب فوضى أبنائهن. ودعت أم فايز الأمهات اللائي أطفالهن في أعمار صغيرة إلى الجلوس في المنزل، بدلاً من إزعاج الآخرين - بحسب قولها. من جهته، أوضح إمام مسجد في مدينة الدمام سعد الدوسري ل «الحياة» أن مصليات النساء شهدت هذا العام تغيرات من حيث ظاهرة قدوم الأطفال، مبيناً أنه تم إيجاد متنفس لهن من خلال توظيف المشرفات. وقال الدوسري إن بعض المساجد اتبعت طريقة أخرى تمثلت في تقسيم المصلى إلى جزأين جزء لمن معها أطفال، والجزء الأخر مخصص لمن ليس معهن أطفال، مضيفاً «وتم اتباع الكثير من الإرشادات الصادرة من وزارة الشؤون الإسلامية، التي أكدت في تعميم صادر على أهمية الالتزام في المحافظة على الهدوء والحفاظ على حرمة المساجد من خلال توفير الراحة الكاملة للمصلين».