على الرغم مما يمثله حرص النساء على صلاة التراويح في المساجد، إلا أن بعضهن يتسبب - من خلال بعض السلوكيات الخاطئة واصطحابهن الأطفال - في إزعاج المصليات الأخريات، فضلا عن إزعاج المصلين الرجال. وفي تبوك، تحول الإزعاج النسائي إلى موضوع لشكوى كثير من المصلين، الذين رأوا في صراخ الأطفال صرفا لهم عن الخشوع المطلوب في هذه الصلاة، مطالبين بضبط هذا الأمر حتى لا تتحول المساجد إلى ساحة لهو للأطفال. وخلال تواجد «شمس» بأحد المصليات النسائية الموجودة بمسجد معروف، لوحظ أن النساء يجلسن مجموعات والأطفال يركضون في المسجد ويلعبون بعلب عصير فارغة ويصرخون.. وبدلا من التركيز في شؤون العبادة، كان النقاش يدور بين مجموعة من النساء المتواجدات حول المعاناة الأسرية لهن، حيث عرضت إحداهن معاناتها مع زوجات أولادها، مشيرة إلى أن الزوجات تمكن من إيجاد فجوة بين الإخوة وأنهن لا يساعدن في أعمال البيت، فيما كانت البقية ممن حولها يبدين تذمرهن من تصرفات الزوجات. وفي مجموعة ثانية، كانت النساء يستمعن لسيدة تشكو من معاملة زوجها لها، الذي جعل منها خادمة للزوجة الجديدة. أما المستمعات فكن يبدين تعاطفهن معها. وبالقرب من هذه المجموعة أحضرت سيدة طفلها المريض عقليا، الذي يصدر أصواتا عالية، لا تقل عن أصوات الأطفال الآخرين، الذين كان عددهم كبيرا لدرجة لافتة للانتباه. وحوَّل هؤلاء الأطفال المسجد لما يشبه ملعب كرة، حتى إن المصليات لم يستطعن سماع صوت الإمام بشكل واضح، ولما حاولت إحدى الحاضرات لفت انتباه السيدات بعد انتهاء الصلاة، تعاملن مع الأمر بلا اهتمام، ومنهن من ردت بكل حسم بأن ذلك يمثل تدخلا فيما لا يعني المتحدثة، لكن مصلية تدعى صفية أقرت بوجود فوضى. وطالبت الأخريات بأن يلتزمن الهدوء خلال الصلاة، خصوصا أن إمام المسجد طالبهن بذلك أكثر من مرة. أما السيدة فاطمة التي أحضرت أطفالها الثلاثة معها، فقالت إنها مضطرة إلى ذلك، فهي تريد الفوز بثواب الصلاة في المسجد، ولا يوجد معها أحد بالمنزل لتترك معه الأطفال، وحين نصحتها إحدى الموجودات بالصلاة في المنزل، ردت مبتسمة أنها تضرب بهذا التصرف عصفورين بحجر واحد، الصلاة ومعرفة أخبار الحارة. وعلقت الأستاذة في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة تبوك الدكتورة مريم عيسى العيسى على هذه الظاهرة قائلة: «إن ذهاب المرأة إلى المسجد ليس مكروها، وإلا لما خصص مصلى لهن، لكن على من تود الذهاب إلى المسجد أن تذهب خاشعة وتجلس خاشعة. تتلو القرآن وتصلي بخشوع دون الالتفات إلى أحد أو الاستماع إلى الحكايات التي لا لزوم لها». وأضافت: «عليها ألا تجعل من بيوت الله مكانا للقهوة وطق الحنك»، مشيرة إلى أنها شاهدت بنفسها سيدة أحضرت معها القهوة للمسجد». قالت العيسى: «إن لم تجد السيدة أحدا تترك أطفالها عنده فعليها الصلاة في منزلها ولها الأجر بإذن الله» .