صراخ الأطفال في أوقات التراويح يظل أحد أهم الهواجس التي تقلق المصليات النسائية، وهو الأمر الذي دفع البعض منها في العاصمة السعودية الرياض إلى استصدار قرارات ناعمة تمنع اصطحاب الأطفال، حفاظا على أجواء السكينة والخشية، فيما عمدت بعض مصليات النساء إلى الوقوف بحزم أمام كل ما يعكر الصلاة، ومنع عدد من المساجد الأطفال من الحضور وألزمت أمهاتهن بإعادتهن للمنازل حتى لا يعكروا السكينة والخشوع. هذا القرار لم يأت من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ولكنه كان قرارا نسائيا بحتا استطاعت بعض المصليات النسائية تطبيقه بحزم، وأصبحت تلك المساجد خالية من أصوات الأطفال. أم إبراهيم علقت على قرار المنع بأنه "رائع" خصوصا أنها كانت لا تستطيع الذهاب للمسجد المجاور لبيتها بسبب الازعاج الحاصل من إحضار المصليات لأطفالهن خصوصا الرضع ممن لا يمكن السيطرة عليهم ويبدؤون بالبكاء مع تكبيرة الإمام، وقالت "كان الوضع لا يوصف اضطررت لصلاة التراويح في بيتي لأني فقدت التركيز تماما في المسجد". أما أم محمد فاعتبرت إحضار الأطفال للمساجد في رمضان خطرا على الأطفال أنفسهم لأن الأم تنشغل بالصلاة وربما يخرج الطفل دون أن تنتبه ويحدث له مكروه، لذلك فإن إبقاءه في البيت مع من يعتني به أفضل مئات المرات من تعريضه للخطر. من جهه أخرى لاقى القرار امتعاضا من سيدات أخريات وجدن في منع الأطفال من الحضور منعا لهن شخصيا من الحضور، خصوصا من ترغب باستغلال الشهر الفضيل ولا يمكنها ترك أبنائها لعدم وجود من يعتني بهم، واقترحن وجود حاضنات ملحقة بالمساجد. رجاء محمد أم لطفل في الخامسة قالت إنها تعترف بأن طفلها كثير الحركة لكن لا يوجد لها أقارب تتركه عندهم وقت صلاة التراويح، وتعجز عن إيجاد حل لتلك المشكلة، وقد منعت من إحضاره من قبل المصليات أكثر من مرة لكنها لا تستطيع تركه ولا ترك الصلاة في نفس الوقت.