جرح شخصان واعتقل 31 في بلدة فيرغسون بولاية ميسوري الأميركية، في إطار التوتر المستمر بين المتظاهرين والشرطة منذ أن قتل شرطي قبل عشرة أيام شاباً أسود يدعى مايكل براون (18 سنة). جاء ذلك غداة دعوة الرئيس باراك أوباما سلطات إنفاذ القانون والمحتجين إلى الهدوء وضبط النفس، وإعلانه أنه سيرسل وزير العدل إريك هولدر إلى فيرغسون اليوم، بالتزامن مع فتح واشنطن تحقيقاً في قضية مقتل الشاب براون، فيما رفع محافظ ميسوري جاي نيكسون حظر التجول. وصرح الكابتن في الشرطة رون جونسون المكلف إرساء النظام، بأن «الجريحين تعرضا لإطلاق رصاص من متظاهرين، لأن رجال الأمن لم يفتحوا النار، رغم أنهم واجهوا أيضاً إلقاء حجارة وقنابل مولوتوف عليهم، ما أدى إلى جرح 4 منهم». وأشار الكابتن جونسون إلى أن المتظاهرين الذين ناهز عددهم 200، أتوا من مناطق أخرى مثل نيويورك وكاليفورنيا. واعتبر أن الخطورة تتمثل في الليل الذي «يسمح لبعض مثيري الاضطرابات في الاختفاء وسط حشود، ثم خلق فوضى»، علماً أنه عرض مسدساً وقنبلة مولوتوف قال إنه جرت مصادرتهما من متظاهرين. في المقابل، قال متظاهر يدعى رون هنري ارتدى قميصاً كتب عليه «توقفوا عن قتلنا»: «يجب أن يحمي رجال الأمن المواطنين الأميركيين، ولكنهم يقاتلون في حرب ضد مدنيين غير مسلحين». وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طالب السلطات الأميركية بضمان حماية حقوق التجمع السلمي وحرية التعبير في فيرغسون. وعلى رغم نشر السلطات 200 عنصر من قوات الحرس الوطني في فيرغسون صباح أول من أمس، إلا أنها بقيت بعيدة من ساحة التوترات ولم تتدخل في المواجهة بين الشرطة والمتظاهرين، علماً أن الشرطة نشرت قناصين على أسطح أبنية قرب مقر قيادتها. وكان أوباما أكد أن لا ضرورة لاستخدام الشرطة القوة المفرطة. واعتبر أن الاستعانة بالحرس الوطني «يجب أن يكون محدوداً، ويشكل عاملاً مساعداً ولا يتسبب في تدهور الوضع في فيرغسون». وزاد: «أناشد مجدداً أبناء فيرغسون الذين يتألمون حقاً ويبحثون عن إجابات، أن نسعى إلى تفاهم بدلاً من أن يصرخ كل منا في وجه الآخر. لنحاول مداواة الجراح وليس أن يجرح كل منا الآخر». يمكن تفهم سبب الغضب من وفاة الشاب براون، لكن النهب أو حمل أسلحة أو حتى مهاجمة الشرطة لا يؤدي إلا إلى زيادة التوترات وإثارة الفوضى». وحذر أوباما من فقدان الثقة بين السكان والشرطة في عدد من المدن والبلدات، خصوصاً تلك التي توجد فيها أقليات. واستدرك أن «فرص شباب من الملونين تكون في بلدات عدة أكبر في الانتهاء بدخول السجن أو المثول أمام محكمة وليس دخول الجامعة أو الحصول على وظيفة جيدة». ونقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أن هيئة المحلفين في ميسوري قد تستمع اليوم إلى أقوال شهود في قضية مقتل الشاب الأسود، في وقت تعددت الروايات عما حصل فعلياً لبراون، حيث تحدثت مصادر في الشرطة عن محاولة الشاب أخذ سلاح شرطي، فيما روى شهود أن براون كان مستسلماً حين أردي ب «ست رصاصات»، بينها اثنتان في رأسه. وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأنه عثر على أثار ماريجوانا في جسد القتيل براون، فيما أكد محققون طبيون عدم توافر دليل على عراك بين براون وشرطي زعم أنه أصيب في الحادث، مشيرين إلى أن عدم وجود مسحوق بارود على جسد براون يشير إلى أن فوهة المسدس كانت تبعد قدم أو قدمين على الأقل - أو ربما 30 قدماً. وطلب القضاء والسلطات المحلية والعائلة كل على حدة تشريح الجثة.