وجد عدد من الشباب في مدينة بريدة مكاناً لقضاء وقتهم فيه خلال ليالي رمضان، إذ يقطعونه في ممارسة الأنشطة التي تعود عليهم بالفائدة، ولم تأسرهم الفضائيات في مسلسلاتها ومسابقاتها وبرامجها المتنوعة التي تزدهر خلال شهر رمضان، حيث وجدوا في أندية الحي التي أطلقتها إدارات التربية والتعليم في المناطق أخيراً متنفساً لهم، وتم استغلال مدرسة الحي لتكون بيئة حاضنة لهذه الأنشطة الترفيهية والاجتماعية، كما أن وجود نادي الحي في القرب من منازل المشاركين فإنه لا حاجة لمزيد من عناء للبحث عن مكان ترفيهي آخر خارج نطاق الحي، وهو ما يجنب الشباب كثيراً من الوقوع في أي ظواهر قد تكون سلبية. «الحياة» قامت بزيارة إلى أحد هذه الأندية للتعرف على ما يقدم فيها من نشاطات خلال شهر رمضان المبارك، وكان نادي «الفيصل» في حي الفايزية في مدينة بريدة مقصدا لنا، إذ يعد واحداً من أصل ثلاثة تقوم الآن بتقديم أنشطة ترفيهية واجتماعية لشباب الحي وأولياء أمورهم، وبداية التقينا مع الشاب عبدالرحمن الرشيدي الذي سيلتحق بالجامعة هذا العام الذي قال: «إنه يجد متعته في أنشطة النادي الرمضانية ويفضل قضاء ليله فيه على سواه، وعزا ذلك إلى كونه «قريباً من منزلي وأسرتي وجميع أصدقائي في الحي مشاركين فيه، وإدارة النادي لم تقصر معنا في أي شيء من ناحية تنظيم الأنشطة الرمضانية التي نقضي فيها جل وقتنا من الساعة العاشرة وحتى الواحدة ليلاً، ومن ذلك إقامة دوري رياضي بضوابط وشروط معينة بعيداً عن الفوضى والعشوائية التي تشوب أي نشاط مماثل، وهذه ميزة مغرية كافية بالنسبة إليّ». أما الشاب ناصر الحربي، فرأى أن «أنشطة نادي الحي جاذبة وأفضل من التسكع في الأسواق بلا فائدة أو في المنازل ومسامرة الشاشات الفضائية أو الجلوس في الاستراحات أو الدوران والتفحيط في الشوارع»، وأضاف: «في الحركة بركة، وأنا أقضي ليلي في ما ينفعني بدنياً وصحياً، لأن ليل رمضان في الصيف لا يساعد على النوم لقصره، فأسهر هنا أنا وأصدقائي في حيوية ونشاط أفضل». إلى ذلك، رأى مدير نادي الفيصل رشيد الفريدي أهمية استثمار أوقات الشباب في رمضان وحفظها من الضياع سدى، كونهم المحرك الحقيقي في أنشطة النادي، ومعلوم أن أنشطة النادي مستمرة طوال العام، إلا أننا ارتأينا في النادي إقامة أنشطة رياضية وترفيهية خلال ليالي رمضان، لاحتواء هؤلاء الشباب، وعلى أمل التوسع مستقبلاً لاستيعاب أولياء الأمور زوار النادي، وهذا النشاط بمثابة تفعيل دور النادي في التواصل مع أفراد المجتمع المحلي في نطاق الحي الواحد، مما يحد من انتشار الظواهر السلبية الناتجة من اتجاه الشباب لبيئات ترفيهية حاضنة تستغلهم بأمور لا تحمد عقباها. ونوّه الفريدي بتعاون أمانة منطقة القصيم ممثلة في إدارة خدمة المجتمع على تفاعلها مع النادي، وإنارة حديقة الحي بشكل مكننا من استغلال الساحات فيها ليلاً، إذ لا تجد الأسرة عناءً من قضاء وقتها بالجلوس غير بعيد عن أبنائها المشاركين في أنشطة النادي الرمضانية. أما المشرف في النادي عبدالله الهويمل، فرأى أن الدوري الرمضاني الذي أطلقه نادي الحي استطاع استقطاب شباب الحي الذين تفاعلوا معه وشاركوا فيه بمباركة عدد من أولياء أمورهم، وهذا من أفضل ما يستغل فيه الشباب قضاء أوقاتهم في رمضان.