بينما يحتاج أحمد الموسى الطالب في المرحلة الثانوية إلى “واسطة” من العيار الثقيل، كي يلتحق بأحد الأندية التي تنظم فعاليات رياضية للطلاب في إجازة الصيف، يقطع فؤاد السالم 30 كيلومتراً، كي يصل إلى النادي الذي اشترك فيه، لممارسة أنشطة رياضية في الإجازة ذاتها. وبين الموسى والسالم، يقبع آلاف الطلاب والطالبات في بيوتهم، لأنهم لم يوفقوا في الالتحاق بأي ناد أو مركز شبابي هنا أو هناك، فيقضون صباحهم في “النوم”، وليليهم في “التسكع” هنا وهناك. سعود الدهموش 24 عاماً يقول: نحن الطلاب الجامعيين وأيضاً غيرنا من الموظفين، نعاني قلة في وجود الأماكن الترفيهية المخصصة لنا في المنطقة الشرقية، والتي تنظم البرامج والفعاليات الثقافية والاجتماعية، التي يمكن أن نتوجه إليها خلال الإجازة الصيفية، لقضاء أوقات فراغنا والاستفادة منها بما يعود علينا بالنفع، بدلاً من السهر لساعات متأخرة من الليل.ويضيف الدهموش: «لم نجد أمامنا سوى الجلوس في الأماكن العامة كالحدائق والكورنيش ومقاهي الإنترنت، بالإضافة إلى الذهاب إلى المجمعات التجارية الكبيرة من أجل قضاء أوقات فراغنا خلال أيام الإجازة الصيفية»، مضيفاً لقد صارت تلك المرافق بالنسبة لنا، هي المتنفس الوحيد الذي يمكننا أن نجد فيه المتعة لشغل أوقات الفراغ، الذي سيمتد قرابة الشهرين والنصف وهي مدة الإجازة»، وقال «لا أعتقد أنه توجد أماكن نقضي فيها أوقات فراغنا، غير تلك التي أشرت إليها مسبقاً، والتي لا تكلفنا أي مبالغ مالية من أجل الاستمتاع والجلوس فيها.أما عيسى الثاقب25 عاماً ، فقال:» الشاب الذي يريد أن يستمتع حقاً بأوقات فراغه، عليه التوجه إلى إحدى الصالات الترفيهية المعنية بالشباب، والمنتشرة لدينا وهذه الصالات لا يسمح بالدخول والجلوس وممارسة أي لعبة فيها، سواء البلياردو أو التنس أو أي لعبة أخرى، إلا بمقابل رسوم مالية باهظة، وهذه الرسوم تحسب في الساعة الواحدة أحياناً خلال الإجازة. ويضيف الثاقب:» لا يوجد أي نشاط نؤديه خلال فترة الإجازة الصيفية، فكل البرامج والفعاليات التي تستهدف الشباب وتنظم من قبل الأندية الرياضية أو المراكز الصيفية التابعة لإدارة التعليم، والتي نقرأ عنها في الصحف في كل عام، هي مجرد أحاديث، فكل تلك الأنشطة موجهة لفئة من الشباب خاصة من الطلاب الذين لازالوا في التعليم العام.عبد العزيز المسبح» 27 عاما، فيقول:» عندما نتوجه إلى الأندية الرياضية المعروفة لدينا في المنطقة، والتي تمتلك الإمكانات الضخمة من حيث توفر الصالات المغطاة والملاعب المجهزة لممارسة أي نشاط رياضي يناسبنا، نجدها مغلقة بالكامل، بحجة عمل الصيانة فيها وبالتالي يتم منعنا من ممارسة أي نشاط فيها، خاصة المسبح وصالة الحديد. مضيفاً المسبح:» أعمال الصيانة التي تقوم بها الأندية خلال هذه الفترة، أمر اعتدنا عليه، ونراه كل عام بالتزامن مع الإجازة الصيفية، وعندما تريد الذهاب في أوقات أخرى تجد ازدحاما من قبل المشتركين على الأماكن الترفيهية في هذه الأندية، ما يفقد الاستمتاع بالوقت أثناء ممارسة أي نشاط. ونوه المسبح:» أنه يجب إنشاء مراكز شبابية، تتناسب مع تطلعات الشباب، من أجل ممارسة النشاطات وتفريغ الطاقات التي يختزلونها، وأن تشرف على هذه المراكز الأمانة، بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهذه سوف تقضي على الفراغ الذي يلازم نحن الشباب خلال الإجازة، بدلا من التسكع في الشوارع والجلوس لساعات متأخرة من الليل من دون الاستفادة من الوقت.
رعاية الشباب: الأنشطة الصيفية موجودة لجميع الأعمار بأسعار رمزية أوضح مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في المنطقة الشرقية أن الأنشطة الرياضية للشباب خلال الإجازة الصيفية متواصلة في بعض الأندية برسوم رمزية، فيما البعض الآخر لا ينظم هذه الأنشطة لأسباب خارجة عن الإرادة.وقال نائب مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في المنطقة الشرقية فيصل الذياب إن «المكتب يعتبر جهة رقابية على جميع الأندية الرياضية الموجودة في المنطقة، حيث لا يتم اعتماد أي نشاط ترفيهي أو رياضي، سواء في الإجازة الصيفية أو في غيرها، إلا بعد الحصول على موافقة من قبل المكتب»، مضيفاً: «ولكن هذا لا يعني أننا نتدخل في كيفية تحديد الفئة المستهدفة من هذه الأنشطة».وأضاف الذياب إن «جميع الأنشطة الرياضية والترفيهية التي تقدّمها بعض الأندية، بالإضافة إلى أنشطة الرئاسة العامة خلال فترة الصيف التي تقام داخل مرافق النادي كلها تستهدف جميع فئات الشباب العمرية من دون استثناء، وبرسوم تصل إلى 150 ريالاً للمشترك، حيث يحق له ممارسة أي رياضة يرغب فيها داخل النادي»، مبيناً أن «هناك أنشطة ينظمها مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وتُقام في الصالة الخضراء بمدينة الملك فهد الساحلية وبرسوم بسيطة يدفعها المشترك، قد لا تتعدى 25 ريالاً، حيث بإمكانه ممارسة أي نشاط رياضي»، موضحاً: «ستمتد هذه الأنشطة إلى نهاية شهر رمضان المقبل».وبيّن الذباب أن «بعض الأندية عندما تغلق أبوابها في وجه الشباب خاصة في فترة الإجازة الصيفية، قد تكون لديها التزامات ضرورية، ومنها عمل صيانة شاملة في مرافق النادي، وهذه الصيانة تكون بعد تعليمات صادرة من قبل الرئاسة، والتي تحدّد فترة عمل كل الإصلاحات، خاصة في ملعب كرة القدم والذي يتطلب فترة زمنية، قد تصل إلى 45 يوماً حتى يمكن إصلاحه، بالإضافة إلى صيانة الصالة الرياضية في النادي والمسبح».وأضاف الذياب إن «جميع إدارات الأندية تنظر للإجازة الصيفية على أنها فترة راحة بالنسبة إليها، بعد عناء موسم كامل، خاصة المدرّبين منهم.