أجرى وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس امس محادثات في العراق، بعد قليل من وصوله في زيارة مفاجئة بعد يومين من عودة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من زيارة الى واشنطن استغرقت ستة ايام، مع القادة العراقيين وبحث معهم في مستجدات الوضع الأمني وفي صفقات لتجيهز القوات العراقية بالأسلحة الأميركية قبل ان يجري محادثات مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني متوسطاً بين الأكراد وبغداد. وقال المسؤول الأعلامي في السفارة الأميركية في بغداد ساهر الطويل ل «الحياة» إن «وزير الدفاع وصل صباح الثلثاء الى العراق ضمن جولته الشرق اوسطية التي يقوم بها حالياً»، مشيراً الى ان زيارة غيتس تضمنت لقاءات مع كبار المسؤولين والقادة العراقيين للبحث في القضايا المختلفة» دون ذكر مزيد من التفاصيل. وتوجه غيتس فور وصوله الى العاصمة بغداد، من قاعدة التليل الجوية في الناصرية، الى محافظتي ذي قار والمثنى واجتمع مع مديري شرطة ذي قار والمثنى وميسان، وقائد الفرقة العاشرة في الجيش العراقي، والمقدم جيمس كاليفان مسؤول الجيش الأميركي في محافظتي ذي قار والمثنى، إضافة إلى عدد من قادة البحرية الأميركية. واجرى الوزير الأميركي بعدها محادثات مع رئيس الوزراء ومع وزير الدفاع العراقي عبد القادر جاسم قالت مصادر عراقية ل «الحياة» إنها تناولت استكمال البحث في إمكان بيع طائرات «اف 16» متطورة الى الجانب العراقي لاستخدامها بعد الانسحاب الكلي عام 2011. وتأتي زيارة الوزير الأميركي بعد اقل من شهر على انسحاب قوات بلاده من المدن والقصبات في العراق في الثلاثين من حزيران ( يونيو) الماضي بموجب الاتفاق الأمني المبرم بين بغداد وواشنطن نهاية عام 2008 وفي ظل خروقات للاتفاق شهدتها الأيام القليلة الماضية. وقال مصدر في الجيش الاميركي إن «الغرض الأساس من زيارة غيتس هو البحث في مستجدات الأوضاع الأمنية ومراحل دعم القوات العراقية وتجهيزها وتقويم ادائها بعد شهر من انسحاب قواتنا من المدن» لكنه (المصدر) رفض الحديث عن الخروقات في الاتفاق الأمني. وكانت القيادات الأمنية العراقية في محافظة ديالى نفت اول من امس أنها تعاونت مع الجيش الأميركي في قصف أحد المعاقل التابعة لتنظيم «القاعدة»، ووصفت العملية بأنها خرق للاتفاق الأمني المبرم بين الطرفين. وكان رئيس الوزراء قال قبل ايام إنه يعتبر تصرف ضابط عراقي أمر بتوقيف ثلاثة جنود أميركيين مسؤولين عن مقتل ثلاثة عراقيين الأسبوع الماضي «تصرفاً خطأ وبطريقة غير مناسبة». مشيراً الى ان هذا الضابط تصرف خلافاً للاتفاق الأمني. وذكرت وكالة «رويترز» ان زيارة غيتس، وهي العاشرة الى العراق منذ توليه منصبه، تتناول تقويم التقدم الأمني وإمكانات بيع أسلحة الى العراق إثر الانسحاب الأميركي، اضافة الى التوسط بين الأكراد وبغداد في شأن النزاعات على الأراضي بينهما. واشارت الوكالة ان العراق يريد شراء 18 طائرة حربية من طراز «اف 16» مع إمكانية زيادة عدد المقاتلات القاذفة التي سيتملكها الى 96 طائرة حتى عام 2020. وكانت الإدارة الأميركية ابلغت الكونغرس ان لدى العراق نوايا لشراء اسلحة بينها طائرات ودبابات «ابرامز- 1 اي» بقيمة تصل الى 10 بلايين دولار. لكن «رويترز» اشارت الى ان واشنطن تريد إقناع العراق بحصر شراء الأسلحة الرئيسة بالإنتاج الأميركي بدلاً من تنويع المصادر وشراء طائرات من فرنسا أو بريطانيا في الوقت نفسه لشراء الطائرات الأميركية المقاتلة. واعرب عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية عمار طعة عن استيائه الشديد من زيارة روربت غيتس وشكك في نيات الوزير الأميركي. وقال ل «الحياة» إنه «طالما ان الزيارة غير معلنة وجاءت بشكل مفاجئ فإنها جاءت لأغراض غير معلنة أيضاً». وتوقع ان يحمل غيتس تصورات الإدارة الأميركية عن الحوار مع الجماعات المسلحة والتي اعتبرتها بغداد «تدخلاً في الشؤون الداخلية».