أسرة سعودية مكونة من 14 فرداً، كانت معاناتها تقتصر على قلة ذات اليد وصعوبة بناء مستقبل واعد، لعدم وجود بيئة مناسبة للتعليم، وفجأة بات مستقبل أبنائها صغاراً وكباراً في مهب الريح، بعد أن حاصرت الأمراض الخطرة والمزمنة والديهم، وربما تحرمهم منهما إذ لم يتم علاجهما كما ينبغي. وتسكن أسرة «أبو أحمد» (61 عاماً) في منطقة جازان، إلا أنها تعيش أحزاناً متواصلة وواقعا مريراً وظروفاً معيشية قاسية، بعد أن فاجأ المرض الأب والأم، فالأب أصيب بورم سرطاني، ويضطر إلى السفر المتكرر إلى الرياض من أجل العلاج، بينما أصيبت زوجته بالفشل الكلوي وتخضع لغسيل ثلاث مرات في الأسبوع تحت إشراف مستشفى حكومي. ويقول أبو أحمد الذي أصابه الوهن بسبب المرض وكثرة المراجعات: «أكثر ما أخشاه هو مصير أطفالي الصغار، فأنا مريض بالسرطان، واضطر إلى السفر بشكل متكرر إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي، وأترك أبنائي مع أمهم المريضة»، مضيفاً: «تعيش أسرتي في شقة بالإيجار، ونحن مهددون بالخروج منها في أي وقت». ويتابع: «عانت أسرتي نفسياً وجسدياً من كثرة الترحال والتنقل، فقد رحلنا من منطقة جبلية نائية تفتقر إلى الخدمات، وفضلنا السكن في المدينة من أجل العلاج والتعليم، ونظراً إلى سوء الوضع المادي الذي نقاسيه توقف بعض أبنائي عن الدراسة، إذ لم أعد قادراً على توفير مصاريفهم اليومية المعيشية، فما بالك بمتطلباتهم الدراسية من نقل وشراء مستلزمات وغيرها». ولا يخفي أبو أحمد أن الديون أسهمت في تعقيد الوضع، «أحمد الله على كل حال، فأنا وزوجتي على رغم معاناتنا المرضية إلا أن الدولة لم تقصر في هذا الجانب، إذ يتم علاجنا في المستشفيات، إلا أنني أقاسي ظروفاً معيشية صعبة، ولكني أتطلع بأمل ورجاء كبيرين إلى أهل الخير في بلد الخير، من أجل مساعدتي في تأمين منزل فسيح لأبنائي ومساعدة مالية كي أستطيع الصرف عليهم، فحقيقة الأمر أن مساعدة الضمان الاجتماعي لا تفي بمتطلباتهم، والنتيجة أن مستقبلهم ضائع إذا استمر الوضع كما هو».