لم يستمتع عبدالعزيز (عامان) بطفولته كسائر الأطفال، فقد أصيب بشلل أثناء ولادته بجراحة قيصرية، إذ استنشق مادة ملوثة أدت إلى إصابته بشلل دماغي تشنجي. يقول والده مطر العنزي (27عاماً): «جاء الفرح بقدوم ابني عبدالعزيز بعد طول عناء عن طريق جراحة قيصرية، وأصيب بعدها بشلل دماغي تشنجي بعد استنشاقه مادة ملوثة نتيجة تبرزه داخل الرحم. ويضيف: «علمت أن ابني له علاج في مستشفى وزارة الدفاع والطيران في الجبيل، وأيضاً في مستشفى معهد ناصر في مصر، وسبق أن خاطبت المستشفى في مصر، وأوضحوا لي أن كلفة العلاج تزيد عن 85 ألف ريال سعودي، فأنا لا أستطيع تحمل هذا المبلغ وراتبي ضعيف، ومتحمل آجار منزل وقدره 12000 ألف ريال سنوياً». لم يستطع أبو عبدالعزيز إكمال معاناته وأجهش بالبكاء وهو يقبل ابنه ويقول حالتي المادية السيئة هي السبب في وصول ابني لهذا المرحلة، مشيراً إلى أنها جزء من الظروف الكثيرة التي حرمته وعائلته البسمة، «جاء مرض ابني وسط ظروف قاهرة، ليضيف إلى همومي اليومية حزناً وقلقاً متواصلاً خوفاً على حياته». ويتابع: «راتبي بسيط لا يفي بمتطلبات أسرتي، 1800 ريال، وأعمل حارس أمن في إحدى شركات السيارات الكبرى»، لافتاً إلى أن صاحب المنزل يهدده بالطرد من المنزل لعدم دفع مبلغ الإيجار، وتعيش الأسرة وضعاً نفسياً سيئاً، لشعورها بالعجز عن مساعدة ابنها. ويستدرك: «حال ابني تحتاج إلى مستشفى متخصص، وتستدعي السفر إلى خارج المملكة ليتم علاجه، وتحديداً مصر، آمل من أهل الخير النظر إلى وضعنا بعين العطف والرحمة، فنحن لا نريد سوى علاج ابني» ، موضحاً أن تكاليف إيجار المنزل والأدوية جعلته يضطر إلى الاقتراض. وعلى رغم عظم المصيبة وقلة ذات اليد، إلا أن والدة عبد العزيز كانت متفائلة، مرجعة الأمر في ذلك إلى «أنها تدعو الله صباح مساء، وثقتي به كبيرة بأنه لن يتخلى عنا، وسيرزقنا من حيث لا نحتسب». وتقول الأم الصابرة بصوت خافت: «أضاف ابني على حياتنا سروراً كبيراً، وتملكنا حباً عميقاً له، وأصبح زينة الحياة لنا، إلا أن مرضه حول حياتنا إلى حزنٍ ومآسٍ، داعية الله أن تجد من يمد لهم يد المساعدة ويتكفل بعلاج ابنهم عاجلاً غير آجل».