طالب وفد متمردي جنوب السودان في المحادثات المتعثرة مع جوبا في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا، ب 70 في المئة من مقاعد الحكومة الانتقالية التي يجري البحث في تشكيلها، وذلك في مقابل 20 في المئة لفريق الرئيس سلفاكير ميارديت والأحزاب الموالية. وقال رئيس وفد المتمردين الى المفاوضات تعبان دينغ إن اقتراح «المعارضة» لوقف النار الذي سلمه الى وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (إيغاد) يشمل وقفاً دائماً للعمليات العسكرية، وفك الارتباط بين المتحاربين مع إبقاء كل طرف في مكانه، الى حين تشكيل قوات مشتركة من الجيش والشرطة. وأوضح دينغ أن وفده طالب بإعادة تشكيل المؤسسات الامنية كلها، بسبب وجود «جيشين» في الساحة، في إشارة إلى جيش الحكومة والقوات التابعة للمتمردين. وكشف أن اقتراحهم تضّمن دمج مقاتليهم بالقوات النظامية وإعادة تشكيلها وتعزيز قدراتها وتنظيمها، لإعادة نشرها في البلاد، على ان يتم تغيير اسم «قوات الحركة الشعبية» (المعارضة) إلى «قوات جنوب السودان المسلحة» بعد إعادة دمجها. وأضاف دينغ أن الحكومة تتمسك بالتوقيع على اتفاق وقف النار، قبل انسحاب القوات الأوغندية من جنوب السودان، فيما ترى «المعارضة وجوب سحب هذه القوات أولاً». وشدد وفد المتمردين على إعادة اصلاح نظام الحكم، مشيرين إلى اقتراحهم نظاماً فيديرالياً يقسم جنوب السودان إلى 21 ولاية بدلاً من 10، كما طالبوا بمراجعة عقود النفط الحالية، وتقاسم الثروة بنسب: 30 في المئة للولايات المنتجة، ومثلها للحكومة الفيديرالية و15 في المئة لبقية الولايات و15 في المئة للمقاطعات، على ان تحفظ 5 في المئة كاحتياط للمستقبل. وأعرب دينغ عن أسفه لمقاطعة وفد الحكومة للمفاوضات المستمرة في أديس ابابا منذ الخامس من الشهر الجاري، ورأى أن ذلك يؤكد عدم رغبة جوبا في إشراك المعارضة والأطراف السياسية الأخرى من أحزاب ومرجعيات دينية ومنظمات مجتمع مدني. إلا أنه توقع عودة الحكومة للمفاوضات. على صعيد آخر، شكا السودان الى الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي، ما وصفه ب «مماطلة جنوب السودان في تطبيق اتفاق التعاون الموقع بين البلدين»، وإيواء جوبا الحركات المسلحة المناهضة لنظام الخرطوم. وقال وزير الدولة لشؤون الرئاسة السودانية الرشيد هارون عقب لقاء بين مبيكي ونائب الرئيس السوداني بكري حسن صالح، ان الأخير أبلغ الوسيط الأفريقي جدية الحكومة ورغبتها في تسوية القضايا العالقة بين الدولتين المتصلة بترسيم الحدود وفتح المعابر والنزاع على منطقة ابيي، مشيراً الى إن السودان يقدر الظروف الحرجة الحالية التي يمر بها جنوب السودان. وقلل مبيكي من أهمية ما تتناوله وسائل الاعلام عن اتهامات متبادلة بين الخرطوموجوبا بدعم الحركات المعارضة في الجانبين، وقال إنه لم يلمس خلال اتصالاته مع دولة الجنوب وكل الاطراف اثراً سلبياً لذلك.