سلّم مفاوضو دولتي السودان وجنوب السودان الذين عاودوا محادثاتهما في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الوسيط الافريقي ثابو مبيكي أمس مواقف حكومتي الخرطوموجوبا من القضايا المقرر مناقشتها في جولة المفاوضات، وسط مخاوف من تعثرها بعد رصد الخرطوم نشاطاً جديداً لمتمردين عبروا من الجنوب إلى مناطق قرب حقول النفط في ولاية جنوب كردفان. وعقد رئيس الآلية الافريقية الرفيعة المستوى للاتحاد الافريقي ثابو مبيكي مشاورات منفصلة مع رئيسي وفدي التفاوض إدريس عبدالقادر وباقان اموم، قبل انعقاد جلسة ضمّت خبراء من الاتحاد الافريقي ومستشارين دوليين وممثلي عدد من الدول الغربية والمبعوثين الدوليين إلى السودان وجنوب السودان. وأكد الطرفان التزامها خريطة طريق الاتحاد الأفريقي وقرار مجلس الأمن الدولي الأخير 2046 لانهاء النزاع بين الدولتين. وسلّم الطرفان فريق الوساطة الذي يضم إلى جانب مبيكي نائبيه الرئيسين السابقين لنيجيريا عبدالسلام ابو بكر وبورندي بيير بيويا، مواقفهما تجاه قضايا ترسيم الحدود والأمن والنفط. وكان وفد السودان طالب بمنح الملف الأمني الأولوية في التفاوض، ورد مبيكي بأن ذلك لن يكون نقطة خلاف، وأن الوسطاء سيحددون مسار المحادثات بالطريقة التي يمكن أن تحقق اختراقاً. ودعا الفريقين إلى تجاوز مرارات الحرب ودعم عملية السلام بين البلدين الجارين. كذلك أكد رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي عزم أديس أبابا تقديم دعم لتمكين السودان وجنوب السودان من إيجاد حلٍّ للأزمة القائمة بينهما. وقال زيناوي خلال محادثات مع المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان ودولة الجنوب، السفير برينستون ليمان، إن اثيوبيا تبذل قصارى جهدها لتجنب وقوع أزمة أخرى بين البلدين. ورحَّب المبعوث الأميركي بالتزام اثيوبيا باستقرار المنطقة من خلال إرسال قواتها إلى منطقة أبيي المتنازع عليها بين البلدين. ورحّبت جوبا أمس بسحب السودان قواته من أبيي. وحذّر مسؤول رئاسي في الخرطوم أمس من تحركات جديدة لتحالف متمردي «الجبهة الثورية السودانية» الذين تدعمهم دولة الجنوب، بحسب تأكيد حكومة الرئيس عمر البشير. وقال ل «الحياة» إن السلطات رصدت نشاطاً وتحركات لعدد كبير من المتمردين قرب حقول النفط في منطقتي بليلة ونيم، موضحاً أن ذلك سينعكس سلباً على المحادثات الجارية في اديس أبابا. وأوضح المسؤول أن منطقة الميرم تشهد منذ يومين مواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين، واتهم الجيش الجنوبي بدعم المتمردين لرفع الضغط العسكري على متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» في مواقع عدة في ولاية جنوب كردفان، خصوصاً معقلهم في منطقة كاودا. كما ذكر مركز إعلامي حكومي في الخرطوم أن دولة الجنوب طلبت من قادة متمردي دارفور في تحالف «الجبهة الثورية السودانية» بالخروج من الجنوب. ولم يستبعد المركز أن تكون الخطوة «تكتيكية» على اعتبار أن دولة الجنوب يمكن أن تستفيد من قوات «الجبهة الثورية» في تحالفات عسكرية إذا انهارت مفاوضات اديس أبابا. وتحدث المركز عن تحرك قوات متمردي دارفور على متن 87 سيارة من الجنوب إلى مناطق حدودية مع ولايات دارفور قاصدة التوغل إلى عمق دارفور استعداداً لإدارة عمليات عسكرية في ولايتي شمال وشرق دارفور المتاخمتين للجنوب. إلى ذلك، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس الإفراج عن عامل إغاثة بريطاني بعدما خطفه مسلحون في جنوب دارفور قبل نحو ثلاثة أشهر. وقال برنامج الغذاء العالمي في بيان إنه تم الافراج عن باتريك نونان بعد احتجازه 86 يوماً في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.