تجمع آلاف من مؤيدي المعارضين الباكستانيين نجم الكريكيت السابق عمران خان ورجل الدين طاهر القادري أمام البرلمان في إسلام آباد مطالبين بحله، لكن ذلك لم يمنع عقد النواب جلسة في حضور رئيس الوزراء نواز شريف قبل أن يغادروا المبنى من باب خلفي. وقالت مروى ميمون، عضو البرلمان عن حزب «الرابطة الإسلامية» الحاكم: «دان جميع النواب الذين شاركوا في الجلسة الاحتجاجات، وأعلنوا مساندتهم للحكومة ضد الحفنة الصغيرة من المتظاهرين الذين لا يمثلون إرادة الشعب». وأشارت إلى أن البرلمان سيعقد جلسة أخرى اليوم. ترافق ذلك مع استدعاء المحكمة العليا عمران خان والقادري للمثول أمامها اليوم بسبب احتجاجات مؤيديهما في العاصمة، والتي تهدف إلى إطاحة رئيس الوزراء شريف المتهم بالتلاعب في نتائج انتخابات العام الماضي ، فيما دعا الجيش الذي يتمتع بنفوذ كبير، إلى «حوار» لحل الأزمة السياسية، علماً بأن الاحتجاجات تثير شكوكاً في شأن استقرار باكستان، في حين تسعى الحكومة المدنية إلى تعزيز سلطاتها بعد عقود من التأرجح بين الديموقراطية والحكم العسكري. وقطع المحتجون المتواجدون منذ 5 أيام في إسلام آباد، الأسلاك واستخدموا رافعات لإزاحة حواجز الشرطة وتطويق البرلمان، من دون أن يلجأوا إلى العنف بالتزامن مع عدم تدخل شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن في «المنطقة الحمراء» التي تضم أيضاً مقر الحكومة والسفارات الرئيسية. ودعا عمران خان المتظاهرين إلى السير نحو مقر شريف إذا لم يعلن استقالته. وقال بشارات (35 سنة)، وهو من أنصار حزب «حركة الإنصاف» بزعامة عمران خان: «الضغط الشعبي قوي جداً. نأمل في أن يأمر قائد الجيش رئيس الوزراء نواز شريف وأخاه شهباز (رئيس حكومة البنجاب) بالرحيل». لكن الناطق باسم الجيش شدد على أن «الوضع يستدعي تصرف كل الأطراف بروية وحكمة لإنهاء الأزمة عبر حوار عميق يخدم مصلحة الأمة». ولكن في بلد شهد ثلاثة انقلابات منذ استقلاله عام1947 ولا يزال التوازن فيه بين السلطات المدنية والجيش القوي يشكل مصدراً مستمراً للتكهنات، تحوم الشكوك حتى الآن حول دور الجيش في هذه الأزمة. وسألت المحللة العسكرية عائشة صديقة: «اختبر العسكريون نواز شريف ثلاث مرات وأصيبوا بخيبة في كل مرة. لماذا سيساعدونه في البقاء في الحكم هذه المرة»؟ ويتحفظ الجيش على اتهام قائده والرئيس السابق الجنرال برويز مشرف ب «الخيانة العظمى»، في سابقة في تاريخ باكستان. كما يتحفظ في شأن التقارب مع الهند، ويبدي استياءه من تأخر شريف في مهاجمة معاقل حركة «طالبان باكستان» في إقليم شمال وزيرستان والذي بدأ منتصف حزيران (يونيو) الماضي. ويرى محللون أن عمران خان والقادري يحاولان استمالة الجيش أو قسماً من جهاز الاستخبارات على الأقل لزيادة الضغوط على الحكومة، فيما اعتبر آخرون أن ترك الجيش المتظاهرين يدخلون «المنطقة الحمراء» يهدف إلى إجبار شريف على إجراء حوار.