عزلت الحكومة الباكستانية العاصمة إسلام آباد بإغلاق مداخلها وكذلك الطرق الداخلية المؤدية إلى مباني الحكومة والبرلمان، في محاولة منها لمنع وصول مؤيدي القيادي المعارض عمران خان إلى المدنية للتظاهر اليوم. وفرضت الحكومة قوانين تحظر التجمعات والمسيرات في إسلام آباد، وتتيح لها الاستعانة بالقوات المسلحة لحفظ الأمن في العاصمة ومدينة راولبندي المجاورة (حيث مقر قيادة الجيش). ونفذ سلاح الجو طلعات مكثفة بالطائرات النفاثة والمروحيات في سماء العاصمة حيث كثفت القوات شبه النظامية تواجدها في الشوارع، فيما أغلقت الطرق بالحاويات الضخمة وأكوام من الأتربة، تمهيداً لمواجهة محتملة مع المتظاهرين المؤيدين لخان زعيم «حركة الإنصاف». ترافقت خطوة خان مع دعوة مماثلة وجهها الزعيم الديني طاهر القادري، العائد من كندا، إلى التجمع في لاهور اليوم، للانطلاق في مسيرة باتجاه إسلام آباد يصادف توقيتها مع عيد الاستقلال. ويشكو عمران خان بطل الكريكيت السابق من تزوير طاول أكثر من عشر مقاعد برلمانية في الانتخابات التي أجريت في أيار (مايو) من العام الماضي. وكان رئيس الوزراء نواز شريف عرض في خطاب إلى الشعب تشكيل لجنة قضائية من قضاة المحكمة العليا للتحقيق في ادعاءات عمران خان، إلا أن عمران خان وصف عرض رئيس الوزراء بأنه أقل مما يجب ويأتي متأخراً. ويطالب عمران خان حالياً بحل لجنة الانتخابات العامة في باكستان التي وصفها بأنها رعت التزوير في نتائج الانتخابات الأخيرة، كما يطالب باستقالة الحكومة التي يرأسها شريف وتشكيل لجنة انتخابات جديدة بالتوافق بين كل الأحزاب، وإجراء انتخابات عامة في ظل حكومة انتقالية محايدة. وطالب عمران خان الجيش بعدم التدخل ضد المسيرة، كما هدد رجال الشرطة الذين استعانت بهم الحكومة من مختلف الأقاليم بالقتل، في حال تعرضهم لما وصفه بالمسيرة السلمية لإسقاط حكومة شريف. وأرسلت الحكومة الباكستانية إلى المحكمة العليا مذكرة رسمية لتشكيل لجنة قضائية للبحث في ادعاءات عمران خان حول تزوير في نتائج الانتخابات الماضية. وأعلن قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف في اجتماع لمجلس الأمن الوطني حضره عدد من قادة الأحزاب الباكستانية ويغيب عنه حزب عمران خان، أن القوات المسلحة هي التي طلبت من الحكومة فرض إجراءات، لمواجهة ما وصفه «مخاطر أمنية»، نظراً إلى احتمال تسلل مسلحين من «طالبان باكستان» إلى المسيرة وشن تفجيرات في العاصمة. وعمم العديد من البعثات الديبلوماسية على أفراده نصائح بعدم مغادرة منازلهم أو الحي الديبلوماسي، إلا بسيارات مصفحة وللضرورة فقط، كما أبلغت الحكومة الباكستانية البعثات الأجنبية بضرورة تغيير مواعيد السفر لرعاياها من مطار إسلام آباد إلى ما بعد الثامن عشر من الشهر الجاري، وذلك تحسباً لإغلاق المطار. ويستبعد محللون باكستانيون استجابة عمران خان لأي من جهود التهدئة التي تقوم بها شخصيات وأحزاب، مع وجود شبه إجماع على أن أنصاره لن يتمكنوا من الوصول إلى العاصمة.