بدأ وسطاء باكستانيون أمس، مفاوضات مع المعارضين طاهر القادري وعمران خان على أمل إنهاء اعتصامهما الذي يشل العاصمة. يأتي ذلك في وقت دعا عمران خان إلى «عصيان مدني» في إطار ضغوطه على الحكومة. ويطالب خان نجم الكريكيت السابق الذي دخل المعترك السياسي والقادري الداعية المعتدل المقيم في كندا منذ سنوات، باستقالة حكومة نواز شريف الذي يطعنان في شرعيته. ويعتبر المعارضان أن انتخاب شريف على راس حكومة أكثرية في أيار (مايو) 2013 تخلله تزوير واسع، على رغم اعتبار المراقبين هذا الاستحقاق ذا مصداقية وتجاهلهم عدم تطابق في النتائج. ودعا خان في كلمة مساء الأحد أمام آلاف الأنصار في العاصمة إلى «العصيان المدني» لطرد شريف من الحكم. وبعد الخطاب الناري، أعلنت الحكومة عن تشكيل لجنتين تشملان أعضاء في «جميع الأحزاب السياسية» للنقاش مع خان والقادري وتهدئة الأوضاع. وحل حزب «حركة الإنصاف» بزعامة خان، في المرتبة الثالثة في الانتخابات الاشتراعية في أيار (مايو) 2013، في أفضل أداء يحرزه نتيجة تطلعات الشباب والطبقة الوسطى إلى التغيير. لكن الدعوة إلى العصيان لم تحصل على دعم الحشود ويبدو أنها أدت إلى عزله عن سائر الأوساط السياسية. وصرح سراج الحق زعيم «الجماعة الإسلامية»، شريكة «حركة الإنصاف» في الائتلاف الحاكم في ولاية خيبر بختونخوا (شمال غرب) المضطربة: «نحن ضد أي تحرك قد يخرج الديموقراطية عن مسارها. نريد حل هذه الأزمة في إطار القانون والدستور». ومنذ استقلالها في 1947، شهدت باكستان ثلاثة انقلابات وما زال التوازن فيها بين السلطة المدنية والجيش هشاً، وموضع تكهنات مستمرة، ولا سيما حول احتمال تدخل العسكريين لحل أزمة سياسية. وعلق الرئيس السابق اصف علي زرداري الذي يتزعم حزب الشعب (الثاني في البرلمان) أن «الديموقراطية والأمة لن تتلقيا خدمة بالدعوات إلى العصيان المدني، ولا برفض خوض حوار معمق». ووعد خان والقادري «بمد بشري» من ملايين المتظاهرين في زحف «الحرية» و«الثورة» إلى إسلام آباد.