يتلقى اللاجئون السوريون المقيمون في مخيم الأزرق بالأردن مساعدات كبيرة بفضل "الجمعية التعاونية للمساعدة والإغاثة في كل مكان" (كير). وأقامت منظمة الإغاثة الدولية في الآونة الأخيرة مركزاً صغيراً (مركز الخدمات الاجتماعية) في داخل المخيم للمساعدة في ربط اللاجئين بالمنظمة العاملة هناك. وأوضح منسق الإدارة في منظمة "كير"، مالك عابدين، كيفية عمل منظمته بالمخيم، قائلاً إن "أحد الأجزاء التي نركز عليها هي الجزء النفسي، نحن نقدم إسعافات نفسية أولية للاجئين خصوصاً للقادمين الجدد، مثلاً اليوم وصل لاجئون عليهم ضغوطات نفسية ولم يتكيفوا مع الحياة داخل هذا المخيم". ولكن المنظمة تهتم بكل الخدمات الموجودة داخل المخيم، على حد قول عابدين. ويعمل كثير من المدراء في مجالات عديدة في المخيم لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين. وتتمثل مهمتهم في ربط اللاجئين بمنظمة الإغاثة التي يمكنها تلبية احتياجاتهم. وتشمل المجالات التي يتولاها هؤلاء المديرون بتوزيع الخبز وصيانة المخيم وفرص العمل وقسائم التوزيع وهي بعض المسائل التي يتعامل معها موظفو منظمة الاغاثة بشكل يومي. ومن بين الخدمات الأخرى التي تقدمها منظمة "كير" للاجئين السوريين في المخيم المساعدة في إيجاد وظائف. وفي هذا السياق، تمضي لاجئة سورية تقيم في المخيم منذ أكثر من ثلاثة شهور وتدعى منال العمور يومها الآن في إسعاد الأطفال في المخيم وهي وظيفة وفرها لها مركز الخدمات الإجتماعية بالمخيم. وقالت منال العمور وهي أم لخمسة أطفال إن العثور على عمل ساعدها في تغيير حياتها. وأضافت "العمل له أكثر من معنى في الحياة، انك تجد نفسك فيه، ويساعد على تأمين مصروف العائلة، وينسينا همومنا قليلاً". وتوضح إحصاءات المركز التابع لمنظمة كير أن أكثر من 1500 لاجئ سوري تقدموا حتى الآن للحصول على وظائف في المخيم. وافتتح مخيم الأزرق في نيسان (ابريل) للمساعدة في استيعاب التدفق المستمر للاجئين السوريين الباحثين عن مأوى في الأردن. وأعلنت الأممالمتحدة إن المخيم الذي أقيم لاستيعاب 130 الف لاجئ قد يصبح أكبر مخيم للاجئين السوريين في الشرق الأوسط. وتألف المخيم الواقع على بعد نحو 100 كيلومتر شرقي عمان من أربعة مربعات سكنية ويضم مدرستين ومستشفى مركزي يديره الصليب الأحمر وسوق تجاري يقبل قسائم من برنامج الأغذية العالمي. ويستضيف مخيم الأزرق حالياً زهاء 10498 لاجئاً وفقاً لمسؤول كبير في العلاقات الخارجية في الأممالمتحدة. وأثناء التخطيط لإنشاء المخيم الممتد على مساحة 15 كيلومتراً مربعاً سعى المانحون لتفادي أخطاء مخيم الزعتري بالأردن والذي أفتتح على عجل قبل عامين في منطقة متربة على الحدود ويثير ضعف الخدمات وسوء الإدارة به أعمال عنف بين فترة وأخرى. والأردن جار مباشر لسورية إلى جانب لبنان وتركيا والعراق. ويستضيف أكثر من 600 الف لاجئ سوري مسجلين لدى الأممالمتحدة بعد فرارهم من الحرب الدائرة رحاها في بلادهم منذ أكثر من ثلاث سنوات. ويقدر إجمالي السوريين الفارين من بلادهم بسبب الحرب ويقيمون في دول المنطقة بنحو 2.5 مليون لاجئ. ويقول مسؤولون أن ما لا يقل عن 1.3 مليون سوري يقيمون حالياً في الأردن وليسوا جميعاً في مخيمات اللاجئين.