بحثت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس مع المسؤولين الأردنيين «أوضاع اللاجئين السوريين في الأردن» فيما أعلن مسؤول أردني أن مخيماً جديداً في محافظة الزرقاء (شمال شرق العاصمة) عمان سيكون جاهزاً لاستقبال اللاجئين السوريين قبل نهاية العام الحالي. وقال الديوان الملكي الأردني في بيان، إن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني استعرض مع آموس أمس «خدمات الإغاثة التي تقدمها المملكة للاجئين السوريين الذين يزيد عددهم على 240 ألفاً»، وأكد «ضرورة أن يكون لدى الأممالمتحدة خطة طوارئ للتعامل مع موضوع اللاجئين في حال ازدياد تفاقم الأوضاع في سورية». وأعرب الملك عن «تقديره للجهود التي تقوم بها الأممالمتحدة عبر أداراتها ومنظماتها المختلفة في تقديم المساعدة للاجئين ومساندة الأردن في توفير خدمات الإغاثة لهم بسبب ما يتحمله من أعباء متزايدة على موارده وإمكاناته المحدودة جراء ذلك». وأشارت آموس في تصريح نقلته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) إلى أن «الأممالمتحدة تعمل في إطار اللاجئين السوريين على مسارين: الأول داخل سورية مع ثماني منظمات دولية ومحلية غير حكومية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من السوريين الذين يحتاجون خدمات الرعاية الصحية والطبية». أما «المسار الآخر»، فهو «مع الدول المجاورة التي تستقبل اللاجئين السوريين، ومنها الأردن الذي يتحمل أعباء كبيرة نتيجة لذلك»، حسب آموس. وأشادت آموس «بالموقف والدور الأردني في استضافة اللاجئين السوريين»، مؤكدة «أهمية مساعدة الأردن لضمان الاستمرار في تقديم الخدمات الضرورية للاجئين». من جهته، أكد رئيس وزراء الأردني عبد الله النسور بعد لقائه آموس، أن «الأردن يقوم بواجبه الإنساني والقومي تجاه استضافة اللاجئين السوريين وتقديم الخدمات الأساسية»، مشيراً إلى أن «دخول عشرات الآلاف من السوريين إلى المملكة شكل ضغطاً كبيراً على موارد الأردن المحدودة أصلاً، الأمر الذي يستدعي من المؤسسات الدولية مساعدة الأردن لمواجهة هذه الأعباء». في غضون ذلك، توقع الناطق باسم شؤون اللاجئين السوريين في الأردن انمار الحمود «بدء استقبال اللاجئين السوريين في مخيم مريجب الفهود (20 كلم شرق مدينة الزرقاء الواقعة على بعد 23 كلم شمال شرق عمان) قبل نهاية العام الحالي». وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الأردنية، أن «هناك خطة سيتم تنفيذها لتوسعة المخيم ليتسع لاستيعاب حوالى 30 ألف لاجئ بدلاً مما كان مخططاً له سابقاً، بأن يتسع لستة آلاف لاجئ»، مشيراً إلى أنه «تمت مخاطبة الجهات المانحة بهذا الخصوص». وأوضح الحمود أن «الأعمال الخاصة بتجهيز البنية التحتية للمخيم (الذي تبلغ مساحته 250 دونماً) والمتمثلة بتسييجه وتزويده بوحدات الإنارة الكهربائية والكرفانات (العربات المتنقلة) تسير على قدم وساق». وتقول السلطات الأردنية أن فتح المخيم الجديد يهدف إلى تخفيف الضغط على مخيم الزعتري الذي يقع في محافظة المفرق (85 كلم شمال) على مقربة من الحدود مع سوريا وافتتح في تموز (يوليو) الماضي. ويضم هذا المخيم حالياً أكثر من 42 ألف لاجئ. ويستضيف الأردن أكثر من 230 ألف لاجئ سوري منهم 125 ألفاً و670 شخصاً مسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. ويعبر مئات السوريين يومياً الشريط الحدودي مع الأردن الذي يزيد طوله عن 370 كيلومتراً بشكل غير شرعي، هرباً من القتال الدائر بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة الذي أسفر عن سقوط أكثر من 40 ألف قتيل منذ آذار (مارس) 2011، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويقطن الكثير من اللاجئين في مساكن مؤقتة في مدينة الرمثا (شمال) قرب الحدود مع سورية أو لدى أقارب أو أصدقاء لهم في المملكة.