سجلت مشاريع زراعة الدجاج اللاحم في المنطقة الشرقية نفوق نحو 40 في المئة من الدجاج، بسبب الارتفاع في درجات الحرارة التي لامست 50 درجة مئوية، وزيادة نسبة الرطوبة خلال اليومين الماضيين، فيما استبعد مستثمرون أن ترتفع أسعار الدجاج والبيض، مؤكدين أن النفوق سنوي وتقوم المزارع بالعمل على تفاديه. ويضطرّ المستثمرون إلى متابعة مستجدات الأجواء عن طريق الأرصاد وحماية البيئة طيلة شهور تموز (يوليو) وآب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) من كل عام، لمعرفة الأوقات التي ترتفع فيها درجة الحرارة ونسب الرطوبة، لذبح كميات كبيرة من الدجاج. ويقوم آخرون بتقليل نسب الإنتاج، لضمان عدم خسارة أكبر قدر منها، بسبب النفوق الذي يطالها، في ظل غياب المساعدة من وزارة الزراعة، التي اكتفت بنصحهم باستخدام المراوح، وتقليل الإنتاج بحسب قول أحد المستثمرين. وأشار رضى النغموش (أحد المستثمرين) إلى أن أسعار الدجاج تتذبذب بحسب اختلاف الظروف، إضافة إلى تغير قيمة الشعير، مؤكداً أن سعر كرتون البيض يصل في فصل الشتاء إلى 160 ريالاً، مستبعداً ارتفاع قيمة الدجاج بسبب النفوق الذي يتسبب فيه ارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة. وقال النغموش ل«الحياة»: «حجم الخسائر بسبب موجة النفوق التي تسببت فيها ارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة اليومين الماضيين وصلت إلى 40 في المئة»، موضحاً أن ذلك يتكرر ويحدث سنوياً، ولا يمتلك أي حلول غير تقليل عدد الإنتاج قبل هذا الموسم بشهر أو شهرين على الأقل للخروج بأقل الخسائر، مشيراً إلى أن وزارة الزراعة لم تقدم لهم حلولاً أو تمنحهم تعويضات عن خسائرهم. وأكد أن النفوق يختلف من منطقة إلى أخرى، ولا يحصل في كل مناطق المملكة، بل في المناطق الساحلية، والتي تتزايد فيها درجات الحرارة ونسب الرطوبة، وبخاصة في القطيفوالدمام من المنطقة الشرقية، مستبعداً مرور موجة النفوق على دواجن الأحساء أو الجبيل. ولفت إلى أن بعض أصحاب المزارع يقومون بشراء مراوح تقوم بتحريك الهواء داخل المزرعة والتبريد على الدواجن. من جانبه، استبعد الدكتور حارث السردي مساعد مدير إحدى شركات الدواجن في المنطقة الشرقية، تعرضهم إلى مشكلات بسبب ارتفاع درجات الحرارة ونسب الرطوبة في اليومين الماضيين، واصفاً الوضع لديهم ب«العادي»، موضحاً أن معظم المزارع تتأثر بهذين العنصرين في الغالب، مشيراً إلى أن الحل في تفاديها هو اتخاذ إجراءات احترازية معينة لتقليل حجم الخسائر المتوقعة. وأوضح السردي ل«الحياة» أن من الاحترازات التي يجب اتخاذها استعمال مراوح في تقليب الهواء، إضافة إلى تقليل عدد الإنتاج في هذه الفترة، كي لا تكون نسبة النفوق عالية جداً، مشيراً إلى أنه لا يوجد موسم محدد لحدوث هذه الحالات، مؤكداً وجود تواصل مستمر بينهم وبين وزارة الزراعة، التي تقوم بعمل زيارات مستمرة. واستبعد غياب بعض أحجام الدجاج من السوق، عازياً السبب إلى اختلاف شهية الدجاج في الفصول، إذ تكون أوزان الدجاج في فصل الصيف ليست كمثل أوزان الدجاج في فصل الشتاء، مشيراً إلى أن زيادة الحجم أو نقصانه لا علاقة له بحالات النفوق أو المرض بسبب الحرارة. ولفت إلى أن الوزارة لا تغيب عن طرح التوجيهات والأفكار والمساندة لهم كمستثمرين، مؤكداً بأنه لا يوجد تلاعب في أحجام الدجاج التي توجد في السوق كما يتردد دائماً، مشيراً إلى أن جميع الشركات ملزمة بإيضاح الحجم على الأكياس، إضافة إلى وجود فريق مختص من البلديات يقوم بفرض الرقابة عليهم في الأسواق، والمتابعة المستمرة على الدجاج. ونفى تقديم وزارة الزراعة تعويضات للمستثمرين والمزارعين جراء نفوق كميات الدجاج بسبب درجة الحرارة، عازياً السبب إلى أن ذلك نفوق طبيعي، مطالباً بإتباع الإجراءات التي بإمكانها الحفاظ على أقل نسبة من الخسائر للدواجن، كما يقوم بإتباعها كثير من المستثمرين في مثل هذه الظروف.