تنفس أصحاب مزارع الدواجن في المنطقة الشرقية الصعداء مع انقضاء النصف الأول من شهر أغسطس الجاري دون رطوبة «العدو الأول» خلال فصل الصيف، لاسيما أنها تسهم في تعرض الكثير من الحظائر لحالات نفوق جماعي تصل في بعض الأحيان إلى 20 في المائة، ما يعرض المستثمرين لخسائر كبيرة. وقال مستثمرون في المنطقة الشرقية، إن الأوضاع في الوقت الراهن إيجابية بالنسبة إلى مختلف المزارع العاملة، فتأخر الرطوبة مع انتهاء النصف الأول من أغسطس ساهم في إنقاذ عشرات الحظائر من حالات النفوق الجماعي، مشيرين إلى أن انقشاع خيمة موسم الرطوبة عن سماء المنطقة الشرقية حتى الوقت الراهن، شكل عنصرا إيجابيا لدى كل مزارع الدواجن خصوصا أن موسم الرطوبة يعتبر من أكثر المواسم صعوبة، بسبب عدم قدرة الدواجن على تحمل الرطوبة العالية، ما يصيب الجهاز التنفسي لدى الطيور بأمراض ما يفضي في نهاية المطاف إلى عدم القدرة على التنفس بالشكل المناسب، موضحين أن أغلب المزارع تستعد لموسم الرطوبة والصيف بطريقتها الخاصة، من خلال زيادة المراوح لتخفيف نسبة الرطوبة العالية في داخل الحظائر، إضافة إلى تقليل أعداد الدورة الواحدة، من أجل تمكين الدواجن من الحصول على الهواء بالقدر الكافي. وقال المهندس أشرف الحسن (متعامل)، إن مزارع الدواجن في المنطقة الشرقية تستعد مبكرا لموسم الرطوبة الذي يبدأ سنويا من نهاية يوليو ويستمر حتى سبتمبر، حيث يشكل هذا الموسم مصدر إزعاج وقلق للمزارع العاملة، لاسيما أنه يسهم في رفع معدل النفوق الجماعي بنسب تتراوح بين 5 و 10 في المائة، بحيث تصل الأعداد النافقة في الحظيرة الواحدة في أوقات الرطوبة العالية بين 1000 4000 دجاجة في الدورة الواحدة. وأضاف، أن الاستعدادات تبدأ مع نهاية يونيو سنويا وتستمر حتى منتصف يوليو، حيث تبدأ تباشير الرطوبة خلال هذه الفترة، فالمزارع التي لا تستعد تواجه صعوبة كبيرة في التغلب على ارتفاع نسبة رطوبة الحظائر، الأمر الذي يؤدي إلى نفوق أعداد كبيرة في الدورة، لاسيما بالنسبة إلى الدواجن ذات الأعمار الكبيرة (فوق 30 يوما)، مشيرا إلى أن عملية الاستعداد تتمحور في تجهيز أجهزة التبريد الصحراوية التي تعتمد في تشغيلها على الماء وكذلك تجهيز الحظائر بالأعداد الكافية من المراوح بهدف تجفيف الهواء المحمل بنسبة كبيرة من المياه والصادر من أجهزة التبريد، لاسيما أن هذه الأجهزة تعتمد في تبريد الهواء على المياه. من جانبه قال المهندس فتحي السعيد (متعامل)، إن الحرارة خلال موسم الرطوبة ترتفع بشكل كبير، ما يزيد من صعوبة عملية التنفس لدى الدواجن وبالتالي الإصابة بالأمراض التنفسية والتي تؤدي إلى النفوق في نهاية المطاف، مؤكدة، أن المزارع التي تعتمد على أجهزة التبريد دون وضع مراوح داخل الحظائر تكون نسبة النفوق فيها مرتفعة، نظرا إلى تجمع الهواء المحمل بالمياه في داخل الحظائر و بالتالي انخفاض نسبة الأوكسجين. وأوضح، أن الحظيرة الواحدة التي تحتوي على 20 25 ألف دجاجة في الدورة الواحدة، تحتاج إلى 8 12 مروحة كمتوسط لتلطيف الجو وطرد الهواء البارد المحمل بالمياه، مضيفة، أن بعض الحظائر تشهد نفوق نحو 40 دجاجة يوميا خلال موسم الرطوبة، فيما تكون أعداد النفوق كبيرة بالنسبة إلى الدواجن ذات الأعمار التي تتجاوز 30 يوما، لاسيما أن أحجامها تكون كبيرة، ما يقلل من المساحات داخل الحظيرة الواحدة، وبالتالي انخفاض نسبة الهواء، بخلاف الحظائر التي تحتوي دواجن صغيرة، حيث تكون المساحات متاحة وبالتالي القدرة على التنفس بحرية تامة. وأشار إلى أن السوق المحلية تواجه منذ أيام نقصا حادا في المعروض بالنسبة للدواجن الحية، مشيرا إلى أن التراجع في المعروض لم يحدث زيادة في الأسعار، نظرا لتزامنه مع موسم الإجازة الصيفية، ما ساعد كثيرا على استقرار الأسعار، موضحا أن غياب التنسيق بين مزارع الدواجن ساهم كثيرا في وضع المسالخ العاملة في صناعة الدواجن في مأزق شديد في القدرة على توفير متطلباتها اليومية، فالمزارع التي تسوق منتجاتها (لا تتجاوز 3 مزارع) تتراوح طاقتها بين 200 300 ألف دجاجة للمزرعة الواحدة للدورة، وبالتالي فإن الأيام المقبلة ستكون صعبة للغاية لا سيما مع اقتراب شهر رمضان المبارك، والذي يشكل موسما قويا في زيادة حجم الاستهلاك من الدواجن البيضاء. وأضاف، أن أسعار الدواجن الحية لا تزال عند مستوى 7 7,5 ريال للدجاجة الواحدة، فيما تتراوح أسعار الدواجن المبردة لدى الشركات المختلفة بين 9,5 10,5 ريال في الغالب.