أُصيب شخصان، واعتُقل 31 آخرون، أمس في بلدة فرغسن في محافظة ميزوري الأمريكية، في إطار التوتر المستمر بين المتظاهرين والشرطة منذ مقتل شاب أسود قبل تسعة أيام، وذلك غداة دعوة الرئيس باراك أوباما للهدوء. وأعلنت الشرطة إصابة شخصين، واعتقال 31 آخرين، في ليلة ثانية من التوتر في بلدة فرغسن. وقال الكابتن رون جونسون المكلف بإرساء النظام إن الجريحين تعرضا لإطلاق رصاص من قِبل المتظاهرين؛ إذ إن الشرطة لم تفتح النيران. وألقى المتظاهرون الحجارة وقنابل المولوتوف، وأطلقوا النيران على عناصر الأمن الذين ردوا بقنابل الغاز المسيل للدموع، وفق الشرطة. وأشار جونسون إلى إصابة أربعة شرطيين في الموجة الجديدة من العنف، موضحاً أن العديد من المتظاهرين، وعددهم وصل إلى نحو 200، أتوا من مناطق أخرى، مثل نيويورك وكاليفورنيا. وبدأت تظاهرات الاثنين بطريقة سلمية إلا أن نحو مئتي شخص تحركوا باتجاه مركز الشرطة، ومجموعة صغيرة من بينهم بدأت بالاعتداء. وقال جونسون إن الخطورة تكمن في الليل؛ إذ يستطيع بعض مثيري الاضطرابات الاختفاء وسط الحشود، ومن ثم خلق الفوضى. وتابع بأن «عناصرنا تعرضوا لإطلاق نار كثيف». ووقف جونسون خلف طاولة، وضع عليها مسدساً وقنبلة مولوتوف، وقال إنه تمت مصادرتهما من المتظاهرين. وبالرغم من انتشار قوات الحرس الوطني في فرغسن صباح أمس إلا أنها بقيت بعيدة عن ساحة التوترات، ولم تتدخل في مواجهة الشرطة للمتظاهرين. وأشعل مقتل الشاب مايكل براون (18 عاماً) جدلاً واسعاً حول العنصرية وقوات الأمن في الولاياتالمتحدة. وقال أوباما إنه سيرسل المدعي العام اريك هولدر إلى فرغسن الأربعاء، فيما أطلقت واشنطن تحقيقاً في القضية. وأكد أوباما ألا ضرورة لاستخدام القوة المفرطة من قِبل الشرطة، واعتبر أن اللجوء إلى الحرس الوطني يجب أن يكون «محدوداً. سأراقب الأمر شخصياً خلال الأيام المقبلة؛ لكي يكون عاملاً مساعداً، لا أن يؤدي إلى تدهور الوضع في فرغسن». وبحلول بعد ظهر أمس وصل نحو 200 عنصر من قوات الحرس الوطني إلى فرغسن، وانتشر القناصون على أسطح المباني قرب مركز قيادة الشرطة. وسمح تعزيز القوات لمحافظ ميزوري جاي نيكسون برفع حظر التجول، إلا أن التوترات لم تهدأ فعلياً في البلدة. وقال رون هنري، وكان يرتدي قميصاً كُتب عليه «توقفوا عن قتلنا»، إن «عليهم أن يحموا المواطنين الأمريكيين، لكنهم يقاتلون في حرب ضد المدنيين غير المسلحين». وقُتل الشاب براون برصاص الشرطي دارن ويلسون في أحد الأحياء السكنية يوم السبت الماضي. وقال خبير الطب الشرعي مايكل بادن الذي كلفته عائلة ومحامو الشاب القتيل بإجراء فحص مستقل إن الشاب أُصيب ب»ست رصاصات»، بينها اثنان في رأسه.