يبدو أن الاعتراف بوجود «عيد الميلاد» والتهنئة به في طريقه للتخلص من حصار «التابو» المفروض عليه، خصوصاً بعد أن تجاوز الأمر بعض فئات المجتمع التي أخذت تحتفل بأيامه منذ فترة ليست بالقصيرة، ليصل إلى حد معاقل الالتزام الديني على الصعيد الأكاديمي مثل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، التي باتت منتدياتها ترسل بريداً تهنئ من خلاله الطلاب المنتسبين للموقع ب«أعياد ميلادهم». وجاء في منتديات «جامعة الإمام» استخدام جملة «عيد ميلاد» في بريدها الذي يصل في يوم ميلاد كل عضو من خلال إدارة المنتدى، إذ كتب في نص البريد: «نحن في منتديات طلاب وطالبات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وبالنيابة عن جميع أعضاء المنتدى، نود أن نهنئك بعيد ميلادك السعيد في هذا اليوم، فكل يوم وأنت بألف خير وصحة وسلامة وسعادة أبدية، ودمت سالماً». وذكر بعض الشباب (فضلوا عدم ذكر أسمائهم) أن تقبل الموضوع وسهولة إدراج جملة «عيد ميلاد سعيد» أسهم فيه إجابات الشيخ سلمان العودة، الذي تلقى سؤالاً في أحد البرامج حول مدى شرعية الاحتفال بعيد الميلاد، فرد بأنه «لا بأس من الاحتفال بمرور سنوات على أمر معين بقيام صبي أو صبية بدعوة الأصدقاء على وليمة أو سهرة ليلية فيها بعض من الألعاب المسلية، فهو من المسكوت عنه في الشريعة، إذ انه ليس فعلاً تعبدياً حتى يتم البحث عن نص في شرعيته». وأضافوا أن العودة أضاف في حلقة أخرى بعد أكثر من عام ونصف العام من إجابته الأخيرة، معلقاً على مزيد من التساؤلات: «العادات الدنيوية الأصل فيها دائماً السماح والإذن والتفويض، إلا إذا اقترنت بالتشبه على سبيل المثال، فمثل هذه الأمور ليست بخصوصيات للأمم الكافرة، بل هي عادات موجودة لدى كل شعوب العالم، والأجمل ألا تتم تسميته (عيداً)، فالتجمع والاحتفال من دون التشبه أمر لا ضير فيه».