استقل الأعرابي وجاريته سيارة أجرة، لتقلهما إلى مملكة البحرين عبر جسر الملك فهد في يوم ملتهب تصل درجة الحرارة فيه إلى 50 درجة مئوية. ما إن اقتربت السيارة من المركز إلا وكانت المفاجأة، إذ كان الزحام شديداً في ذلك اليوم، وبدأت طوابير الزحف الكبير تسير بخطى السلحفاة في اتجاه البحرين، وهنا سأل الأعرابي السائق: ويحك مالك تقول لنا إن الزحام انتهى، وأن عبور الجسر ك«رمشة عين»؟ ارتبك السائق قليلاً، وقال: هذا قولهم، وأبلغونا أنه تم رفع أعداد المسارات إلى أكثر من 18 مساراً، فتمتم الأعرابي بكلمات غير مفهومة، وبعد ثلاث ساعات بدقائقها وصل السائق لكابينة الجوازات، وهنا كانت المفاجأة التي فسّرت أسباب الزحام، فالمسارات ال18 يقوم عليها تسعة أفراد فقط، يعمل كل فرد على الاتجاهين، تارة يمين وتارة يسار، فضحك الأعرابي حتى التفت كل من على الجسر، وهو يردد: «ملعوب عليكم». سأل الأعرابي السائق مرة أخرى، ألا يوجد طريق صحراوي يؤدي إلى البحرين، عوضاً عن هذا الجسر المظللة مبانيه من دون ساحاته؟ فقال السائق بعصبية: يا رجل هل عهدت طريقاً صحراوياً في البحر؟ فقال الأعرابي: صدقتَ - لكن في داخله شَعَرَ بالإهانة - ثم قال: يا هذا، أتستغرب أنني أسأل عن طريق صحراوي في البحر، وأنتم لديكم بحر تحيلونه إلى صحراء؟! [email protected]