انطلقت السيارة وفي «حوضها» الأعرابي وجاريته، فيما أطلق سائقها لقدمه العنان، من دون مراعاة لأصول القيادة، فشعر الأعرابي وجاريته بالخوف الشديد، ما أفقدهما السعادة، وباتا يتلوان الشهادة، فالتفت السائق إلى الأعرابي، وسأله مع من تتحدث يا هذا؟ فرد عليه الأعرابي، لم أحدثك أيها الغلام، بل أخاطب الجارية، فرد عليه، جارية أم مهرولة؟ فانزعج الأعرابي كثيراً من تعليق السائق، وانعكس ذلك على وجهه، فلمح السائق ذلك، وسأله ما الذي يزعجك؟ فصرخ به قائلاً، يا غلام، والله اني لم أشهد مثل دابتك هذه، الا تبطئ ، والا «وطأت بطنك». ضحك الغلام حتى كادت سيارته تستلقي على قفاها، وقال هل تخيفك السرعة؟ لا تخش شيئاً، وزاد في سرعته، فعاد الأعرابي يحدثه من النافذة الوسطى، ويحك، لديك الرمال على كتف الطريق لماذا لا تسير عليها، فنحن لا نأتمن غيرها، وهي أفضل حالاً من طريق كأن جُدرياً أصابه؟ رد عليه السائق، أولاً هذه تدعى حفراً، ومن شأن هذه الحفر ووظائفها أن تعزز قدرتنا على التحمل، ولدينا وزارة مهمتها إنشاء طرق بهذه الحفر، فبدا التعجب على الأعرابي ورد بصوت مرتجف، ما تقول يا هذا؟ وواصل، بل لدينا ما هو أكثر من ذلك، هيئة مخصصة لمتابعة الأخطاء، التي يعدونها فساداً، فقال الأعرابي وما مهمتها، فرد عليه على الفور، إحصاء الحفر. [email protected]