دُشّن أول مصنع عام لأدوية فيروس الإيدز في إفريقيا، والذي بني بمساعدة البرازيل في موزامبيق حيث أكثر من 2.5 مليون شخص من إيجابيي المصل (حاملي فيروس إتش آي في)، أي نحو 12 في المئة من السكان. وكان التدشين في حضور نائب رئيسة البرازيل ميشال تامر الذي شاركت بلاده في تمويل المشروع، ومثّل حكومة موزامبيق وزير الصناعة ارماندو اينروغا. وقال تامر: «في مرحلة أولى، الأدوية المنتجة في البرزايل ستوضب هنا في موزامبيق وتوزع على السكان المحليين». ويفترض أن يبدأ إنتاج العقاقير في موازمبيق نهاية السنة الحالية. وفي افريقيا سبق لمجموعات صيدلانية خاصة أن افتتحت وحدات إنتاج صغيرة للمضادات القهقرية، إلا أن المصنع في موزامبيق هو أول مؤسسة عامة من نوعها. والمصنع الذي زاره الرئيس البرازيلي السابق لويس اينياسيو لولا دا سيلفا عام 2010، هو رمز «الشراكة والتكامل بين شعبي البرازيل وموزامبيق»، كما أضاف تامر. وهو أيضاً ثمرة تبادل تكنولوجي بين دول الجنوب، وصفه لولا في تلك الفترة بأنه «واجب أخلاقي». وتلقى مساعدة قدرها 23 مليون دولار من البرازيل، و4.5 مليون دولار من مجموعة «فايل» البرازيلية المنجمية العملاقة التي تتمتع بوجود كبير في موزامبيق. ويتلقى عاملو المصنع، وعددهم نحو مئة، تدريباً خاصاً في البرازيل. أما فكرة المشروع، فتعود إلى عام 2003. والتزم لولا، المؤيد الكبير للتقارب مع إفريقيا، بناء المصنع خلال زيارة دولة قام بها لموزامبيق في 2008. علماً أن إنتاج هذه الأدوية في موزامبيق سيخفض اعتماد هذه المستعمرة البرتغالية السابقة على المجتمع الدولي الذي يمول حالياً 80 في المئة من مشتريات الأدوية في هذا البلد. وفي موزامبيق، شخّص أكثر من 2.5 مليون شخص بأنهم إيجابيي المصل، لكن 291 ألفاً منهم فقط يحصلون على علاج، وفق ما تفيد وزارة الصحة. وتتمتع البرازيل بقطاع عام قوي في مجال صناعة الأدوية، لا سيما أدوية «الجنريك» (التي تقدّم التركيبة الدوائية نفسها للأدوية المكلفة من دون الاسم التجاري)، فيما انتشار فيروس الإيدز في البلاد ضعيف. من جهة ثانية، افتتح أمس في واشنطن، المؤتمر الدولي ال19 حول الإيدز، بمشاركة 25 ألف شخص، وسيكون المحور الرئيس للمؤتمر تعبئة جديدة لوقف انتشار هذا المرض، الهدف الذي أصبح ممكناً في ظل العلاجات المتوافرة حالياً. وينعقد المؤتمر في الولاياتالمتحدة، للمرة الأولى منذ 22 سنة، أي منذ منعت السلطات الأميركية إيجابيي المصل من دخول أراضيها عام 1990، ثم ألغي هذا الإجراء في 2009 بقانون صوت عليه الكونغرس ووقعه الرئيس باراك أوباما. ويعتبر الباحثون المتخصصون بمكافحة الإيدز أن العلاجات المطورة منذ عشرين سنة، تسمح بوقف انتشار هذا الوباء المدمر الذي أودى بحياة 30 مليون شخص منذ ظهوره في الثمانينات. ويبلغ عدد المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب في العالم حوالى 35 مليون شخص، يعيش 97 في المئة منهم في الدول ذات الدخل المتدني أو المتوسط. ويشكل مؤتمر واشنطن فرصة للتعبئة من أجل تحقيق سياسات نشر العلاجات ومواصلة الأبحاث حول الفيروس. وبين الشخصيات التي ستحضر المؤتمر، الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية الحالية هيلاري كلينتون، وبيل غيتس، والمغنّي إلتون جون.